أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022، أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة لحكومة يقودها مدنيون.
حيث قال البرهان، لـ"أسوشيتد برس"، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه لن يخوض الانتخابات المقبلة، دون أن يقدم جدولاً زمنياً لموعد إجراء الانتخابات حتى يتنازل عن السلطة.
البرهان يرفض الترشح للانتخابات
لدى سؤاله عما إذا كان يفكر في الترشح للانتخابات المقبلة، قال البرهان: "ليس لديّ رغبة ولا أريد الاستمرار في هذا العمل". ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون "انقلاباً عسكرياً".
حيث رفض المحتجون استيلاء البرهان على الحكم الذي وقع بعد حل الجيش الحكومة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، وكذلك مجلس السيادة (وهو هيئة تتقاسم السلطة تتكون من ضباط الجيش والمدنيين والتي كانت تحكم السودان منذ أواخر عام 2019). وإثر المظاهرات، فتح جنودٌ النار على المحتجين السودانيين، وقتلوا عشرات واعتقلوا مئات.
كذلك وفي حواره لـ"أسوشيتد برس"، أكد البرهان أنه بمجرد تشكيل حكومة منتخبة ستكون القوات المسلحة مؤسسة أخرى لتلك الحكومة بدلاً من الاحتفاظ بمكانة أعلى.
البرهان يرحب بزيارة إسرائيل
كذلك ورداً على سؤال عما إذا كان سيزور إسرائيل، قال البرهان إن أساس العلاقات هو المصالحة، وإنه سيلبي الدعوة إذا ما تلقاها، وكان البرهان قد أكد أنه "لم يتم تحديد موعد للانتخابات لكن الجيش لن ينتظر إلى الأبد".
في حين أوضح البرهان لوكالة رويترز، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن ننتظر. نحن لا نريد أن نُدخل أنفسنا في هذه العملية السياسية". وأضاف: "طبعاً لن ننتظر إلى ما لا نهاية"، وكان قد أشار إلى أن الانتخابات ستُجرى في عام 2023.
استطرد البرهان: "لو ترك لنا المجال وحدنا لكنا الآن أنجزنا المهام الانتقالية، لكن القوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي طلب منا أن نتوقف". وأشار إلى موافقته على تصريح أدلى به في الآونة الأخيرة نائبه محمد حمدان دقلو، بأن المدنيين يجب أن يعيّنوا رئيس وزراء ورئيساً لمجلس السيادة، قائلاً إن ذلك "يتماشى مع ما قاله هو نفسه من قبل".
إلغاء قرار تجميد نشاط السودان
في سياق ذي صلة دعا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الجمعة، الاتحاد الإفريقي إلى "تصحيح" قراره بشأن تجميد أنشطة بلاده، عقب إجراءات 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
جاء ذلك خلال لقائه بمقر إقامته في نيويورك، الرئيس السنغالي رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي ماكي سال، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي.
كما دعا البرهان الاتحاد الإفريقي إلى "تصحيح قراره الذي قضى بتجميد أنشطة السودان في الاتحاد"، وفق البيان. وأضاف أن السودان "بانتظار بعثة من الاتحاد الإفريقي؛ للوقوف على الحقائق على الأرض".
أوضح أن "المؤسسة العسكرية دعت القوى السياسية إلى تسريع وتيرة الحوار فيما بينها للتوصل إلى اتفاق تراضٍ لتشكيل حكومة مدنية، ولا تزال في انتظار التوافق".
في حين أشار إلى أن "الخطوة التي اتخذتها المؤسسة العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول الماضي)، كان الهدف منها الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، ومنح السودانيين الفرصة للتوصل إلى توافق وطني عريض لإدارة عملية الانتقال السياسي".
من جانبه أكد رئيس الاتحاد، بحسب البيان، "حرصه على أمن واستقرار السودان، وأهمية تفعيل العمل الإفريقي المشترك في مواجهة قضايا القارة". ودعا سال السودانيين إلى "تسريع خطى الحوار للتوصل إلى توافق يخدم مصالح الشعب السوداني".
يذكر أنه وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أمر الاتحاد الإفريقي بتعليق مشاركة السودان في جميع أنشطته "بأثر فوريّ"، على خلفية "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحلّ الحكومة الانتقالية".
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون "انقلاباً عسكرياً".