عادت الأوضاع في مدينة نابلس بالضفة الغربية للهدوء بعد يومين من التوترات، إثر اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمطاردين فلسطينيين يلاحقهما الاحتلال الإسرائيلي، بعد التوصل إلى اتفاق بين الفصائل، مساء الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022.
فقد أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي عن التوصل لاتفاق ينهي الأزمة التي اندلعت في المدينة، خلال اليومين الماضيين، بعد اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة، وفق ما ذكره موقع "شبكة القدس" الإخبارية.
الموقع أوضح أن التفاهم الذي توصلت له اللجنة مع السلطة ينص على "العمل على إنهاء ملف المطارد مصعب اشتية بصورة مرضية، والعمل على سقف زمني للإفراج عنه". وأيضاً "اعتبار حالة المطاردين حالة وطنية دون العمل على ملاحقتهما بدواعٍ أمنية".
كما نص الاتفاق على "الإفراج عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في الأحداث عدا المعتدين على الأملاك الخاصة والسرقة، وعدم ملاحقة أي شخص على إثر هذا الحدث".
توتر الأوضاع في مدينة نابلس
يأتي ذلك بعد أن اندلعت اشتباكات واحتجاجات شعبية في مناطق مختلفة من مدينة نابلس، وانتقلت إلى مدن ومخيمات أخرى خلال الساعات الماضية، احتجاجاً على اعتقال اشتية وطبيلة.
إذ قُتل فلسطيني خلال مواجهات واشتباكات مستمرة منذ مساء الإثنين 19 سبتمبر/أيلول بين السلطة الفلسطينية ومحتجين على اعتقال شاب ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
بدأت المواجهات عقب اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية مصعب اشتية، أحد أعضاء كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، فأغلق مسلحون فلسطينيون عدداً من شوارع مدينة نابلس، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية على ميدان الشهداء وسط نابلس، بحسب شهود عيان.
بينما قالت حركة "حماس"، في بيان، إن فراس يعيش قُتل متأثراً بجراحه التي أصيب بها مساء الإثنين "برصاص أجهزة أمن السلطة". وأضافت حماس أن "يعيش" قُتل خلال "اعتداء أجهزة الأمن على الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية" ضد حادثة اعتقال اشتية في مدينة نابلس.
كما حمّلت الحركة، السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية "المسؤولية كاملة عن استشهاد المواطن، يعيش".
لكنّ الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، طلال دويكات، قال إن وفاة "يعيش" جاءت نتيجة "إصابة لم تُحدد طبيعتها بعد، ونحن بانتظار التقرير الطبي لها"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
أضاف دويكات أن المكان الذي قُتل فيه يعيش "لم يكن يتواجد فيه أي من عناصر الأمن وهناك إفادات لشهود عيان تواجدوا في منطقة الحادث المؤسف تؤكد صحة هذه الرواية". وتابع أن المؤسسة الأمنية "حريصة على سلامة أبناء الشعب الفلسطيني".
إسرائيل تلاحق "اشتية"
من جهتها، قالت مصادر في عائلة "اشتية" لوكالة الأناضول، إن "قوة من جهاز الأمن الوقائي اعتقلت اشتية ونقلته إلى مركز الجنيد بنابلس (مقر أمني)".
اشتية، من بلدة سالم إلى الشرق من نابلس، هو عضو في "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس". وتلاحق إسرائيل "اشتية" منذ مطلع العام، وتتهمه بتنفيذ عملية إطلاق نار أصيب خلالها مستوطن إسرائيلي.
بينما دعت الرئاسة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني "فتح"، "الشعب إلى رصّ الصفوف والتكاتف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية".
حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة مطالبته أبناء الشعب الفلسطيني "بالتوحد والتكاتف، ورص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وعدم الانجرار خلف الأجندات المغرضة".
كما دعا أبو ردينة إلى تفويت الفرصة على "المتربصين والمتآمرين على مشروعنا الوطني، ولمواجهة مؤامرات الاحتلال وبعض الدول الإقليمية التي تريد الإضرار بمشروعنا الوطني".
أضاف المسؤول الفلسطيني: "نؤكد على حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة الحفاظ على النظام والأمن في الشارع الفلسطيني، والتحلي بروح المسؤولية؛ لأن معركتنا الأساسية هي مع الاحتلال".
من ناحيتها، دعت حركة "فتح" إلى عدم الانجرار وراء "الفتن"، متهمة إسرائيل ودولاً إقليمية لم تسمّها بالسعي للإضرار بالقضية الفلسطينية.