امتدت الاشتباكات العنيفة بين المسلمين والهندوس بمدينة ليستر في بريطانيا، إلى مدينة سميثويك؛ ما دفع السلطات إلى التدخل، وأحدثت المواجهات صدمة للمجتمع المحلي، كما وصلت إلى مستويات رسمية.
صحيفة Telegraph البريطانية، قالت الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022، إن انتشار الفوضى أدى إلى اعتقال 47 شخصاً، ونقلت عن زعيم ديني، قوله إن سبب اندلاع المواجهات هو "نزاع" بعد فوز باكستان على الهند في مباراة كريكيت بدبي يوم 28 أغسطس/آب 2022.
سليمان نجدي، من اتحاد المنظمات الإسلامية في ليستر، قال إن "الولاءات حفزت الناس" بعد مباراة الكريكيت.
ساهم في تأجيج التوترات بين المسلمين والهندوس الأخبار الكاذبة التي انتشرت على الإنترنت، ومن ضمنها ادعاءات كاذبة بمحاولة اختطاف فتاة مراهقة، والتقارير الكاذبة أيضاً حول الهجمات على المساجد، والروايات غير الدقيقة عن العنف، حسبما ذكرت صحيفة The Times البريطانية.
النائبة المستقلة إيست كلوديا، بمدينة ليستر، قالت في وقت سابق، إن بعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي يبدو أنها "تستغل هذا القلق" من خلال "نشر معلومات مضللة"، ودعت كلوديا رئيسَ شرطة ليسترشاير المؤقت، روب نيكسون، إلى اليقظة.
بدوره دعا نيكسون إلى التهدئة بداية هذا الأسبوع، لكن بدا أن لهذا تأثيراً معاكساً، حيث انطلقت الاضطرابات من مدينة ميدلاندز الشرقية إلى ضاحية برمنغهام، وأظهرت لقطات فيديو التُقطت بين عشية وضحاها ما يصل إلى 200 رجل مُلثم تجمعوا خارج معبد هندوسي وهم يهتفون "الله أكبر".
كان هؤلاء المسلمون يحتجون على حدث مخطط له في معبد دورجا بهاوان الهندوسي، وحضر العشرات من ضباط الشرطة مرتدين ملابس مكافحة الشغب.
متحدث باسم شرطة ليسيسترشاير، قال إنه "بعد تجمُّع احتجاجي في سميثويك الليلة الماضية، 20 سبتمبر/أيلول، كانت هناك بعض الفوضى الطفيفة وأُلقِيَ القبض على شخص واحد".
أضاف المتحدث: "كان لدينا وجود للشرطة مخطط له مسبقاً بالقرب من المعبد في سبون لين، حيث أُطلِقَت الألعاب النارية والصواريخ باتجاه بعض ضباطنا، لكن لم يُصَب منهم أحد".
تصاعدت التوترات في ليستر منذ أشهر وفقاً لكلوديا، حيث حث القادة الدينيون على "ضبط النفس" بعد اضطرابات نهاية الأسبوع.
لم تشهد المدينة أي تكرار للمشاهد التي وقعت يومي السبت والأحد والتي أدت إلى اعتقال 47 شخصاً، حيث قالت شرطة ليسيسترشاير يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، إنه "لم ترد تقارير عن حدوث اضطرابات".
اعتقلت الشرطة عدداً من المحتجين، وقالت إن 25 من ضباطها وكلب شرطة أُصيبوا.
حُكِمَ على عاموس نورونها، البالغ من العمر 20 عاماً، في ليستر، بالسجن 10 أشهر بعد اعترافه بحيازة سلاح هجومي في أثناء الاضطرابات.
صُدم سكان ليستر، المشهورون بتنوعهم، بصور مجموعات من الرجال، ملثمين أو مقنَّعين بشكل أساسي، وشارك أفراد من الطائفتين الهندوسية والمسلمة في مواجهات متوترة بشوارع المدينة.
كانت هناك دعوات متكررة لضبط النفس في أعقاب عطلة نهاية الأسبوع، وكان آخرها من المجلس الإسلامي البريطاني، الذي قال إن "الكراهية من أي نوع لا مكان لها في مجتمعنا"، وناشدت إدارة العديد من المعابد الهندوسية الجميع "الهدوء في المدينة".
اتخذت اضطرابات ليستر في بريطانيا بُعداً دولياً، إذ أصدرت المفوضية العليا للهند والمفوضية الباكستانية العليا، الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، بيانات تدين العنف ضد الطائفتين الهندوسية والمسلمة على التوالي.
من جانبه، انتقد البنك المركزي الأوروبي أيضاً ما سماه "استهداف الجماعات الإسلامية في ليستر من قِبل جماعات هندوتفا اليمينية المتطرفة"، و"هجمات الغوغاء على المسلمين" وتخريب المنازل والشركات "في الأشهر الأخيرة"، بحسب تعبيره.
غير أن اتحاد المنظمات الإسلامية بالمدينة دعا إلى الهدوء، ودعا كذلك إلى الاهتمام باللغة المستخدمة ومخاطر عزو المشكلة إلى جماعة أو أخرى.