كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بلاده تلقت عرضاً بشكل غير مباشر من لندن، لاستقبال مهاجرين وصلوا للمملكة المتحدة، على غرار ما تنفذه الحكومة البريطانية حالياً بالتعاون مع رواندا.
جاء ذلك خلال كلمة للوزير التركي في المؤتمر الثاني لحوار الهجرة الذي عقد في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، بحسب ما نشرت صحيفة "Cumhuriyet" التركية، وشبكة "euro news" الأوروبية الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022.
وقال صويلو: "قدمت المملكة المتحدة عرضاً لنا، دعنا نرسل بعض المهاجرين الذين أتوا إلينا، هل نحن مستودع الهجرة الخاص بكم؟ هل نحن مستودع المهاجرين في أوروبا؟".
وأشار صويلو في حديثه إلى جهود تركيا في مساعدة الدول التي يخرج منها معظم المهاجرين، قائلاً إن جهود أنقرة في أفغانستان مثلاً ما زالت مستمرة، فيما انتقد غياب الأمم المتحدة عن إغاثة المحتاجين في كابول، وكذلك المتضررين من الفيضانات في الباكستان.
وقال صويلو: "إذا كان الغرب ضد التطرف، فعليه على الأقل تقديم الدعم والمساعدة في الدول التي تحتاج المساعدة، لوقف القتل والدمار".
انتقادات واسعة لبريطانيا
وحظيت خطة ترحيل طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين من بريطانيا إلى رواندا بانتقادات واسعة، من قِبل منظمات حقوقية عدة ورجال دين تابعين للكنيسة في المملكة المتحدة.
إذ وصف كبار قادة الكنيسة في بريطانيا، في رسالة إلى صحيفة "التايمز" البريطانية، الخطة بأنها "سياسة غير أخلاقية تسيء إلى بريطانيا".
جاء في الرسالة التي حملت توقيع أكثر من 20 من الأساقفة أن الحكومة لم تأخذ في خطتها "أي اعتبار لطلب اللجوء، ولم تحاول فهم محنة هؤلاء الأشخاص (طالبي اللجوء)".
بدوره، انتقد رئيس حكومة ويلز مارك دريكفورد، قرار الحكومة بالترحيل القسري لطالبي اللجوء إلى رواندا، ووصف الأمر بأنه بمثابة "يوم أسود في تاريخ المملكة المتحدة".
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "هذه السياسة هي أدنى مستوى لحكومة بريطانيا، واستجابة قاسية وغير إنسانية لأولئك الذين يبحثون عن الأمان والملاذ الآمن في بلدنا". وأشار إلى القرار بأنه "تناقض صارخ مع مكانة الدولة كملاذ آمن".
فيما تحدث طالبو اللجوء عن أنهم يعيشون في خوف شديد من أن يؤول الأمر إلى ترحيلهم إلى رواندا، وهم جميعاً من حديثي العهد بالوصول إلى بريطانيا، ومن ثم فهم يعلمون أنهم أول المرشحين للترحيل إذا حكم قضاة المحكمة العليا بأن الخطة الحكومية قانونية.