قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022، إن مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية خاصة، تحاول تجنيد أكثر من 1500 مجرم مدان للمشاركة في الحرب الروسية بأوكرانيا، لكن كثيرين يرفضون الانضمام.
حيث أبلغ المسؤول الأمريكي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، الصحفيين: "تشير معلوماتنا إلى أن فاغنر تكبدت خسائر كبيرة في أوكرانيا، خاصة بين المقاتلين الشباب وعديمي الخبرة القتالية".
فاغنر تحاول تجنيد مسجونين
يأتي ذلك في الوقت الذي عرض فيه يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة، على سجناء خلف القضبان، الحصول على حريتهم، مقابل مشاركتهم في الحرب بأوكرانيا، وهدد بقتلهم إذا حاولوا الهروب.
موقع Business Insider الأمريكي قال الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، إن بريغوجين وقف محاطاً بالسجناء الذين يرتدون الأسود وألقى على أسماعهم العرض التالي: "تعالوا لتحاربوا في أوكرانيا واكسبوا حريتكم في المقابل، إذا استطعتم النجاة من هناك أحياء".
إذ قال بريغوجين: "لن يعود أحدٌ خلف قضبان السجون مرةً أخرى"، وفقاً لما أخبر به الرجال في باحة سجنٍ روسي، وبحسب ترجمة ياروسلاف تروفيموف من صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
بريغوجين أضاف: "ستحصل على حريتك إذا خدمت لمدة ستة أشهر. لكننا سنعدمك إذا وصلت إلى أوكرانيا وشعرت بأن هذه المعركة لا تناسبك"، ثم منح الرجال خمس دقائق لاتخاذ قرارهم.
أفاد موقع The Insider الروسي، وهو موقعٌ مستقل مهتم بالشأن الروسي، بأن مقطع الفيديو نُشِرَ على تليغرام يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول.
يبدو أن الفيديو يؤكد التقارير السابقة حول قيام حليف بوتين المقرب بريغوجين بتجنيد نزلاء السجون؛ حتى يشاركوا في قتال وقتل الأوكرانيين مع قوات فاغنر التي تعمل في منطقة دونباس حسب الأقاويل.
"فاغنر" ومذبحة بوتشا
في حين ارتبط اسم مرتزقة فاغنر بالمذبحة في بوتشا، التي شهدت إعدام مئات المدنيين. كما اتُّهِم مرتزقة المجموعة بارتكاب جرائم حرب داخل إفريقيا في أحد التقارير مؤخراً، بعد أن نُشِروا هناك لقتال المتمردين بمالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
بينما نشر حساب @wartranslated، المهتم بترجمة مواد عن الحرب في أوكرانيا، مقطع الفيديو مع التعليق التالي: "ذهب يفغيني بريغوجين من مجموعة فاغنر للمقاولات العسكرية الخاصة إلى مستعمرةٍ عقابية؛ بحثاً عن أفراد مشاة هجوميين جدد لينضموا إلى شركته. وكان يشير إلى من سُجِنوا لمدة 30 سنة ثم ماتوا في المعركة بأنهم (أبطال)".
ويعرض بريغوجين على السجناء الروس القتال في حربٍ وصفها بأنها أصعب بكثير من الحروب التي خاضتها روسيا في الشيشان وأفغانستان. لكن عرضه يأتي مع شروطٍ أخرى بخلاف التهديد بالإعدام للهاربين من الخدمة.
شروط المشاركة
إذ يجب على السجناء التعهد بعدم تناول المخدرات أو الكحول في حال قبولهم المشاركة، كما أفاد شون والكر من صحيفة The Guardian البريطانية، بأنه يُحظر عليهم النهب والدخول "في اتصال جنسي مع النساء، أو النباتات، أو الحيوانات، أو الرجال المحليين".
بريغوجين قال في الفيديو، إنه مستعد لقبول الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و50 عاماً، لكنه يستطيع قبول المجندين الأصغر من ذلك بموافقة أسرهم.
كما رحب بانضمام من يعانون مشكلات مع الإدمان، لكنهم سيخضعون لرقابةٍ إضافية تشمل إخضاعهم لاختبار فحص الكذب من أجل تحديد مدى "اتزانهم".
وأردف أن بإمكان مرتكبي الجرائم الجنسية الانضمام أيضاً، بشرط أن يخضعوا لتدقيقٍ إضافي. وأوضح: "نحن نتفهم أن الأخطاء تحدث أحياناً".