قالت إسرائيل، الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، إنها ستتخذ إجراءات لمواجهة خطة وكالة السفر على الإنترنت "بوكينغ دوت كوم" (Booking)، إضافة لتحذير يتعلق بالسلامة على العروض المتاحة في الضفة الغربية التي تحتلها تل أبيب، وهو ما ندد به وزير السياحة الإسرائيلي ووصفه بأنه قرار ذو دوافع سياسية.
وقال وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف إنه وجه رسالة مكتوبة إلى بوكينغ دوت كوم وهدد بشن حكومته "لحرب دبلوماسية" حتى تتراجع الشركة عن هذا القرار الذي وصفه بأنه "سياسي".
فيما قلل رازفوزوف من احتمال أن تكون الضفة الغربية، التي شهدت مناطق منها تصاعداً في العنف الإسرائيلي الفلسطيني في الأشهر الماضية، خطراً على الزوار الأجانب.
قال لتلفزيون واي نت: "ملايين السائحين يزورون إسرائيل، ومنها هذه المنطقة.. في نهاية المطاف، لا توجد مشكلة".
وأحجمت وزارة السياحة الفلسطينية عن التعليق، وقالت إنها لم تُبَلَّغ رسمياً بقرار بوكينغ دوت كوم، فيما عبر واصل أبو يوسف المسؤول البارز في منظمة التحرير الفلسطينية عن موافقته المشروطة.
وقال لرويترز: "إذا كان هناك من قرار، فيجب أن يركز على الاستيطان الاستعماري للاحتلال الإسرائيلي".
قرار يغضب إسرائيل
وقالت الشركة المالكة لمنصة "بوكينغ" (Booking) لحجز الفنادق والشقق السياحية عبر الإنترنت، إنها تخطط لإضافة تحذير إلى قوائم الإقامات في الضفة الغربية المحتلة.
الشركة أوضحت أنها ستضع تحذيراً للزبائن الراغبين في حجز أماكن الإقامة في المستوطنات الإسرائيلية يشير إلى أنهم يسافرون إلى منطقة "متنازع عليها أو متضررة من الحرب أو عالية الخطورة".
كما قالت الشركة لوكالة "أسوشيتد برس" إنها لا تزال تعمل على صياغة تحذير السلامة للضفة الغربية المحتلة وبعض المناطق الأخرى على مستوى العالم. ولم تكشف عن موعد سريانه.
تأتي هذه الخطوة وسط ارتفاع وتيرة العنف في الضفة الغربية، بالمداهمات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في المدن والقرى، والتي تسببت في مقتل ما لا يقل عن 85 فلسطينياً حتى الآن هذا العام.
بينما قال الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن مركبة تعرضت لإطلاق نيران أثناء مرورها بقرية فلسطينية في الضفة الغربية الشمالية، ولم تُسجل أي إصابات.
كثيراً ما تواجه شركات السفر الإلكترونية مثل Airbnb وBooking.com ضغوطاً من المسؤولين الفلسطينيين والنشطاء ومنظمات حقوق الإنسان لتتوقف عن إدراج أماكن الإقامة هناك.
لكنها تخشى أن تثير غضب إسرائيل إن فعلت؛ إذ تتهم إسرائيل وأنصارها من يدعمون حملات مقاطعة إسرائيل، بما في ذلك المنتجات المصنوعة في المستوطنات، بمعاداة السامية.
فقد تراجعت Airbnb عن خطتها لحظر قوائم الإقامات في المستوطنات عام 2019 بعد رفع دعاوى قضائية عليها في الولايات المتحدة وإسرائيل. ولم يشكك إعلان Booking.com في شرعية أو قانونية المستوطنات بشكل مباشر، وإنما اكتفى بالتركيز على السلامة.
بينما رحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، الذي يعد أكبر منظمة إسلامية للحقوق المدنية في الولايات المتحدة، بتحذير السفر واعتبره قراراً "يعترف بواقع الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان"، ودعا المزيد من الشركات الأجنبية إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
كما قالت شركة "بوكينغ" إن تحذير السلامة الخاص بالضفة الغربية سيكون شبيهاً بالمعروض حالياً على أماكن الإقامة في أوكرانيا أو قبرص. والتحذير الذي أضافه الموقع إلى أوكرانيا ينبّه المسافرين إلى "ارتفاع الخطر على سلامة الزبائن في هذا الموقع" ويحثهم على "مراجعة إرشادات الحكومة للسفر لهذه المنطقة".
فيما رفضت الشركة الإفصاح عن إن كان هذا التحذير سينطبق على العقارات الفلسطينية في الضفة الغربية، مثل الموجودة في مدينتي الخليل ورام الله.