تراجعت واردات النفط الخام الروسي إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى 1.7 مليون برميل يومياً في أغسطس/آب 2022، من 2.6 مليون برميل يومياً في يناير/كانون الثاني 2022، إلا أن وكالة الطاقة الدولية أوضحت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال أكبر سوق للخام الروسي.
وأوقفت بريطانيا بالفعل استيراد النفط الخام الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، كما يعتزم الاتحاد الأوروبي حظر الواردات اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول 2022، لحرمان الكرملين من إيرادات يستخدمها لتمويل الحرب.
فيما حلت واردات من الولايات المتحدة محل نحو نصف الكمية المفقودة من الواردات الروسية والتي تبلغ 800 ألف برميل، بينما تقدم النرويج نحو الثلث.
في أحدث تقرير نشرته وكالة رويترز الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، قالت وكالة الطاقة إن الولايات المتحدة ستحل قريباً محل روسيا كمورّد رئيسي للخام للاتحاد الأوروبي وبريطانيا معاً.
وفي خارج الاتحاد الأوروبي، فإن أكبر أسواق تصدير النفط الخام الروسي هي الصين والهند وتركيا.
بدائل الخام الروسي
تقول وكالة الطاقة إنه بموجب الحظر الوشيك، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد مصدر بديل لنحو 1.4 مليون برميل إضافية من الخام الروسي، قد يأتي حوالي 300 ألف برميل يومياً منها من الولايات المتحدة و400 ألف برميل يوميا من كازاخستان.
يجري التخطيط لزيادة الإنتاج خلال الربع الأخير في حقل جوهان سفيردروب، وهو أكبر حقل نفطي في النرويج، وينتج خاماً متوسطاً شبيهاً بخام الأورال الروسي، ربما بمقدار 220 ألف برميل يومياً.
تقول الوكالة إنه ستكون هناك حاجة للحصول على واردات من مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية لتغطية الطلب في الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.
سيستمر تدفق بعض النفط الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط الأنابيب، لأن الحظر يستبعد بعض المصافي غير الساحلية.
الاعتماد على روسيا
جاءت ألمانيا وهولندا وبولندا على رأس قائمة مستوردي النفط الروسي في أوروبا، إلا أن الدول الثلاث لديها القدرة على استيراد النفط الخام عن طريق البحر.
أما الدول الحبيسة في أوروبا الشرقية، مثل سلوفاكيا أو المجر، فليس لديها بدائل تذكر للإمدادات التي تصلها عبر خطوط الأنابيب من روسيا.
وترسَّخ اعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا في ظل وجود شركات مثل روسنفت ولوك أويل، التي تسيطر على بعض أكبر المصافي في التكتل.
بحسب الوكالة، فإن بيانات التحميل لشهر أغسطس/آب تظهر أن تدفقات النفط الخام الروسي زادت في أغسطس/آب 2022 على أساس شهري إلى إيطاليا وهولندا، حيث تمتلك شركة النفط الروسية العملاقة لوك أويل مصافي تكرير.
ووضعت الحكومة الألمانية في 16 سبتمبر/أيلول 2022 يدها على مصفاة شفيت المملوكة لشركة روسنفت والتي توفر حوالي 90% من احتياجات برلين من الوقود.
في اليوم نفسه، قالت الحكومة الإيطالية إنها تأمل في أن تجد شركة لوك أويل مشترياً لمصفاة في صقلية، تمتلك خُمس طاقة التكرير في البلاد.