سُمِح لنائب الرئيس الصيني بمشاهدة نعش الملكة إليزابيث، الأحد 18 سبتمبر/أيلول 2022، على الرغم من الحظر البرلماني على دبلوماسيي بلده، وهو ما فجر أزمة في مجلس العموم البريطاني.
كذلك كان من المقرر أن يحضر وانغ كيشان الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الإثنين، 19 سبتمبر/أيلول 2022، نيابةً عن الرئيس الصيني شي جين بينغ.
كان السير ليندساي هويل، رئيس مجلس العموم البريطاني، قد وعد النواب بأنه سيبقي على حظر المسؤولين الصينيين من زيارة قصر وستمنستر، الذي فُرِض رداً على عقوبات الحكومة الصينية على العديد من أعضاء البرلمان لانتقادهم إساءة معاملة بكين لمسلمي الإيغور، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Times البريطانية في تقريرها الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022.
اقرأ أيضاً
نائب الرئيس الصيني يحضر جنازة إليزابيث
لكن اتضح أنَّ الحظر ينطبق فقط على السفير الصيني والدبلوماسيين المعتمدين ولم يمتد إلى رؤساء الدول. ونظراً إلى أنَّ كيشان حضر نيابةً عن الرئيس شي، سُمِح له بالدخول إلى قاعة وستمنستر.
في حين أُجبِر هويل على الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات، بأنه رضخ للضغط من "المؤسسة" للسماح لنائب الرئيس والوفد المرافق له بالدخول؛ لتجنب وقوع حادث دبلوماسي يطغى على الجنازة.
رداً على سؤال من لورا كوينسبرغ في محطة BBC، الأحد 18 سبتمبر/أيلول، عمّا إذا كان قد "رضخ"، قال هويل: "لم يضغط عليّ أحد على الإطلاق. هذا بعيد تماماً عن الصواب. وتظل وجهة نظري كما هي؛ وهي أننا لن نرحب [بهم] في البرلمان. وذلك عندما منعت السفير الصيني المعتمد من دخول مجلس العموم".
أضاف: "لنكن واضحين، إجراء حفل استقبال في مجلس العموم بينما أعضاء البرلمان ونظراؤهم خاضعون لعقوبات أمر غير مقبول. ما زلت عند رأيي ولم يتغير شيء".
اقرأ أيضاً
مراسم وداع الملكة
تعقد الوضع بسبب اختصاص وستمنستر هول أثناء مراسم وداع الملكة والجنازة. إذ يتقاسم مساحة الاختصاص هذه رئيسا مجلسي العموم واللوردات وكبير أمناء البلاط الملكي الذي يعيّنه الملك.
قال كبار حزب المحافظين إنهم شعروا بالخيانة من هويل بعد أن طمأنهم بأنَّ الصينيين لن يُسمَح لهم بالدخول. قال السير إيان دنكان سميث لصحيفة The Sunday Telegraph: "من الواضح أنَّ المؤسسة ضغطت على رؤساء البرلمان للسماح بذلك".
أضاف دنكان: "الفائز الأخير هو الحزب الشيوعي الصيني، وهو منظمة وحشية وديكتاتورية ومعادية لحقوق الإنسان، وكل ما فعلناه هو منحهم انتصاراً آخر. يبدو أنَّ الترضية عادت بنشاط وقوة في المؤسسة البريطانية".
بينما نفى مصدر في وزارة الخارجية الادعاء قائلاً: "الحكومة لم تمارس ضغوطاً على رئيس مجلس العموم".
دول ذات سجلات حقوق إنسان مشكوك فيها
أما ليل الأحد 18 سبتمبر/أيلول 2022 أيضاً، فدافع السير كيم داروتش، السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة ومستشار الأمن القومي السابق، عن قرار دعوة الدول ذات السجلات المشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان؛ مثل الصين والمملكة العربية السعودية، إلى الجنازة الرسمية.
قال لإذاعة Times Radio البريطانية إنَّ الأمر "سيكون فيه بعض من الازدراء" إذا لم تُدعَ الصين إلى الجنازة، وهذه الدعوة "ليست مكافأة". وأضاف داروتش: "لا بد أنَّ وزارة الخارجية قدمت مشورتها بشأن من يجب دعوته، ووقّعت رئاسة الوزراء عليها".