كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2022، عن تغير طرأ على ترتيب أثرياء العالم، بعدما تسلّق إمبراطور الأعمال الهندي غوتام أداني سلم الثروة بسرعةٍ فائقة خلال العام الجاري، ليتجاوز جيف بيزوس ويصبح ثاني أغنى شخص في العالم.
إذ استهل أداني العام في المرتبة الـ14 على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، لكنه يمتلك حالياً ثروةً تقدر بـ146 مليار دولار، مما أهّله ليكون ثاني أغنى رجل في العالم، بعد الأمريكي إيلون ماسك الذي تصل ثروته إلى 263.9 مليار دولار.
وارتفعت أسهم شركة الهندي أداني "Adani Enterprises Ltd" وهي الأكبر بين مؤسساته؛ بنسبةٍ قياسية خلال الأسبوع الجاري، بينما قفزت قيمة بعض شركات مجموعته بنسبةٍ تتجاوز الـ1.000% منذ عام 2020.
19 مليون دولار كانت الفارق
يتخلف بيزوس عن أداني بـ19 مليون دولار فقط حالياً، بعد أن تسببت عمليات بيع أسهم التكنولوجيا مؤخراً في تقليص ثروات أغنى الأمريكيين. ويمكن أن يكون التحول في تصنيف الأثرياء عابراً أحياناً، ويعتمد بنسبةٍ كبيرة على سعر سهم شركة أمازون، الذي انخفض بنسبة 26% خلال العام الجاري.
وتفوّق أداني أولاً على مواطنه الهندي موكيش أمباني ليصبح أغنى شخصٍ داخل آسيا خلال شهر فبراير/شباط الماضي. ثم صار من أصحاب مئات المليارات في أبريل/نيسان، ليتفوق على بيل غيتس والفرنسي برنارد أرنو خلال الشهرين الماضيين.
وتُعَدُّ هذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها شخص من آسيا موقعاً مرتفعاً كهذا على قمة مؤشر الثروات، الذي كان من المعتاد أن يُهيمن عليه رواد الأعمال التقنيون الأمريكيون.
ترك الجامعة لبناء ثروة عملاقة
يشار إلى أن أداني (60 عاماً) ترك دراسته الجامعية لتجربة حظه في صناعة الألماس بمومباي خلال أوائل الثمانينيات، قبل أن يتجه للعمل في الفحم والموانئ.
وتوسعت مجموعته التجارية منذ ذلك الحين لتدخل في كل المجالات بدايةً بالمطارات ومراكز البيانات، ووصولاً إلى الأسمنت ووسائل الإعلام والطاقة الخضراء.
ويركز أداني على مجالات يصفها رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنها حيويةٌ بالنسبة للأهداف الاقتصادية الهندية على المدى البعيد.
يكفي أن نعرف أن أكبر مشغلي الموانئ والمطارات، وموزعي الغاز الطبيعي في المدن، ومعدني الفحم في القطاع الخاص الهندي يعتبرون جزءاً من إمبراطورية أداني.
كما تسعى مجموعته لتصبح أكبر منتج للطاقة المتجددة في العالم. إذ تعهدت المجموعة العام الماضي باستثمار 70 مليار دولار في الطاقة الخضراء، ضمن محاولةٍ انتقدها البعض باعتبارها غسيلاً للسمعة بالطاقة النظيفة، لأن الوقود الأحفوري لا يزال يمثل أحد أكبر مصادر دخل مجموعته.
زادت ثروته 70 مليار دولار في عام واحد
حصلت مجموعة أداني بفضل اهتمامها بالطاقة المتجددة والبنية التحتية على استثمارات من شركات مثل Warburg Pincus، وTotalEnergies SE. مما ساعد في رفع أسهم شركاته وزيادة ثروته الشخصية، حسب بلومبيرغ.
وأفادت الوكالة أن ثروته زادت خلال العام الجاري بمقدار 70 مليار دولار- أي أكثر من أي رجل أعمالٍ آخر-، بينما تعرض العديد من رجال الأعمال للخسائر.
يأتي صعود ثروة أداني بالتزامن مع بيع أسهم التقنية الأمريكية، الذي قلّص ثورة بيزوس بأكثر من 45 مليار دولار منذ يناير/كانون الثاني مطلع العام الحالي.
وتعهّد إمبراطور الأعمال الهندي بالتبرع بـ7.7 مليار دولار للقضايا الاجتماعية، لكن صعوده لسلم تصنيفات الثروة جاء أيضاً بفضل زيادة العديد من رواد الأعمال التقنيين الأثرياء لتبرعاتهم الخيرية، ومن بينهم بيل غيتس.
كما خصص بيزوس 10 مليارات دولار لمحاربة تغير المناخ، وتبرع بالأموال كذلك لصالح متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمؤسسة سميثسونيان.