تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لإلقاء أب سوري بأحد أطفاله في البحر بعد أن فارق الحياة عطشاً، خلال رحلة ذهاب بلا عودة إلى إيطاليا بحثاً عن حياة أفضل.
الفيديو المتداول أظهر الأب السوري وهو يكفّن ابنه بملابسه وسط حالة من الصدمة والخوف انتابت الموجودين على أحد قوارب الهجرة غير الشرعية، إذ سمع تكبيرات من المهاجرين ترحماً على أرواح من رحلوا من أطفال ونساء لقوا حتفهم بين أمواج البحر المتوسط.
وعاش ما يقرب من 32 مهاجراً مأساة حقيقة بعد أن نفد منهم الطعام والشراب والوقود خلال رحلة على أحد القوارب التي انطلقت من مدينة أنطاليا التركية إلى ميناء بوزالو في صقلية بإيطاليا في 27 أغسطس/آب الماضي.
وحاول الموجودون على القارب إيجاد أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة، فخلطوا مياه البحر المالحة بمعجون الأسنان، في وجبة أخيرة بعد أن اشتد بهم الجوع والعطش.
بينما لم يتحمل 6 أشخاص بينهم 3 أطفال الماء المالح، وأصيبوا بالإسهال الحاد والجفاف الشديد وفارقوا الحياة، بينما تمسك الباقون من الركاب بجثامين الموتى على أمل دفنهم بشكل لائق حين يصلوا إلى البر، حسب وكالة رويترز.
وبسبب طول الرحلة، فقد تعرضت جثامين الموتى إلى التعفن بفعل الرطوبة الشديدة؛ ما دفع الركاب إلى تكفين الضحايا، لا سيما من الأطفال في ملابسهم والإلقاء بهم إلى البحر، بينما تمكنت إحدى السفن الإيطالية من إنقاذ بقية الركاب بعد أيام عدة في عرض البحر.
في غضون ذلك، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفاة 6 مهاجرين سوريين جوعاً وعطشاً خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط على متن قارب.
المفوضية الأممية، أوضحت أنه كان على متن القارب أكثر من 30 شخصاً، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الناجين في وضع صحي شديد الخطورة.
كما غردت ممثلة المفوضية في إيطاليا، كيارا كاردوليتي، وقالت إن "6 مهاجرين، بينهم أطفال ونساء ومراهقون، فارقوا الحياة في البحر، ماتوا من العطش والجوع والحروق الشديدة".
ممثلة المفوضية، أضافت "هذا الأمر غير مقبول، مطالبة بتعزيز عمليات الإنقاذ في البحر كونها السبيل الوحيد لتجنب مثل هذه المآسي".
وخلال الأيام الأخيرة، أنقذت سفن تابعة لمنظّمات إنسانية غير حكومية مئات من المهاجرين في مياه المتوسط.
إذ أفادت المنظمة غير الحكومية، سي ووتش، بأن هناك 428 شخصاً على متن سفينة "سي ووتش 3" التابعة لها ينتظرون ميناء يستقبلهم، معلنة حالة الطوارئ على السفينة بعد تدهور الأوضاع عليها.
ووفقاً لوكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية "فرونتكس" سلك أكثر من 42 ألفاً و500 مهاجر المسار الأوسط لعبور البحر المتوسط بين يناير/كانون الثاني، ويوليو/تموز، أي بزيادة قدرها 44% مقارنة بالأشهر الـ7 الأولى من العام 2021.
من جهتها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يزيد على 1200 شخص لقوا حتفهم، أو صاروا في عداد المفقودين هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.