يزيّن تاجُ الإمبراطورية نعش الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، فهو أفخم القطع الملكية عملاً وأكثرها حضوراً في المناسبات والمراسم، ولذلك يرافق النعش الموجود الآن في قاعة وستمنستر، حيث يسمح للزوار بإلقاء النظرة الأخيرة، حسبما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 15 أغسطس/آب 2022.
وإذا كان تاج "القديس إدوارد" هو القطعة المركزية في جواهر التاج الملكية لندرة ظهوره، فإن تاج "الدولة الإمبراطوري" يظلّ أثقل القطع الملكية من حيث المكانة والحضور.
تاج "القديس إدوارد" مقدس ومهم، لكن الملك لا يستخدمه إلا بضع دقائق في لحظة التتويج. والواقع أنه لم يؤد هذه الوظيفة إلا لستة ملوك منذ استرداد الملكية الإنجليزية في عام 1660.
بينما يبلغ وزن تاج "القديس إدوارد" نحو 2.3 كيلوغرام، فإن تاج "الدولة الإمبراطوري" يعتبر الأخف وزناً والأيسر حملاً، فوزنه يبلغ 1.06 كيلوغرام حيث يرتديه الملك في الموكب إلى الدير، وعند افتتاح البرلمان.
مرصع بمئات الأحجار الكريمة
كان آخر ظهور لتاج الإمبراطورية في مايو/أيار الماضي، فقد اتُّخذ رمزاً لحضور الملكة، عندما افتتح الأمير تشارلز البرلمان في غياب والدته.
واستُخدم تاج "الدولة الإمبراطوري" أكثر من أي تاج آخر، إلا أن ذلك لم ينتقص من مهابته شيئاً، فهو مصنوع من الذهب ومرصع بـ2868 ماسة، و17 حجر ياقوت، و11 قطعة زمرد، و269 لؤلؤة، و4 ياقوتات.
تشمل الأحجار الكريمة للتاج ياقوتة "سانت إدوارد"، التي تزين أعلى صليب التاج. ويقال إن الملك "إدوارد المعترف" الذي توفي عام 1066 كان قد ارتداها في تتويجه. ويضم التاج جوهرة "إدوارد الأمير الأسود" التي يعود تاريخها إلى عام 1367.
كما أن بعض مكونات التاج استدعت جدلاً كبيراً بعد أفول الإمبراطورية البريطانية، مثل ماسة "كولينان"، أكبر ماسة خام عُثر عليها على الإطلاق، والتي استُخرجت من مستعمرة ترانسفال في جنوب إفريقيا عام 1907.
من جهة أخرى، فإن الحضور الحالي لتاج "الدولة الإمبراطوري" حديث العهد بعض الشيء، فقد استُخدم لتتويج الملك جورج السادس في عام 1937، ليحل محل التاج الذي كانت ترتديه الملكة فيكتوريا.
وتنوعت التيجان الملكية منذ القرن الخامس عشر، وامتد حضورها زمناً طويلاً، إلى أن توقف مدةً عندما دمَّر القائد العسكري الإنجليزي أوليفر كرومويل، هازم الملكيين في الحرب الأهلية الإنجليزية، جواهر التاج، أو باعها بعد إعدام تشارلز الأول.
حلي مسروقة في التاج الإمبراطوري
من جانب آخر، كان حساب على تويتر باسم "Africa Archives"، غرّد قبل وفاة الملكة إليزابيث قائلاً: "تمتلك الملكة أكبر ألماسة مقطوعة في العالم، تُعرف باسم النجم العظيم لإفريقيا. وهذه الجوهرة، التي تزن 530 قيراطاً، سُرقت من جنوب إفريقيا في عام 1905 بعد استخراجها. وتُقدّر قيمتها بـ400 مليون دولار".
وتابع الحساب يقول، في تغريدةٍ أخرى: "يزعم البريطانيون أنها أُعطيت لهم كرمزٍ للصداقة والسلام، لكن الألماسة أُخذت خلال فترة الاستعمار. ثم استبدل البريطانيون اسم النجم العظيم لإفريقيا، باسم رئيس المنجم توماس كولينان".
هذه الألماسة هي جزءٌ من مجوهرات التاج البريطاني التي تملكها العائلة الملكية البريطانية، ويتألف معظمها من تيجان وصولجانات وبعض الأدوات الأخرى المُستخدمة أثناء حفلات التتويج والمناسبات الخاصة.
تُحفظ مجوهرات التاج البريطاني داخل بيت المجوهرات في برج لندن، لكنها معروضة أمام الجمهور بشكلٍ دائم، ومحروسة جيداً من السرقات والحرائق.
لا يُمكن تقدير القيمة الحقيقية لمجوهرات التاج البريطاني، لكن الأكيد أن الذهب والألماس والأحجار الكريمة المُستخدمة فيها تبلغ قيمتها آلاف، بل ملايين الجنيهات الإسترلينية، لا سيما أنها مصنوعة بطريقةٍ دقيقة، وهي ذات قيمة تاريخية كبيرة لا يُمكن تعويضها.