أعلنت الولايات المتحدة، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، عن فرض قيودها الصارمة على تصدير الفينتانيل والمواد الكيميائية المرتبطة إلى روسيا. وأوضحت واشنطن أن هذه المواد "قد تكون أسلحةً كيميائية مفيدة في دعم الهجوم العسكري الروسي".
من جانبها أوضحت وزارة التجارة أن مبيعات المسكنات القوية لروسيا ستتطلب الآن ترخيصاً من حكومة الولايات المتحدة. وتنطبق القاعدة الجديدة كذلك على الصادرات إلى بيلاروسيا، التي تدعم قيادتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك حسبما نشرت صحيفة Washington Post الأمريكية في تقريرها الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022.
اقرأ أيضاً
أهمية الفينتانيل
يشتهر الفينتانيل داخل الولايات المتحدة بأنه مخدر شارع غير قانوني، حيث تسبب في آلاف الوفيات بسبب الجرعات الزائدة خلال السنوات الأخيرة.
لكن المادة لها استخدامات قانونية كمسكن للألم في الوصفات الطبية. وتعتبر المادة من مسكنات الأفيونات الاصطناعية الأقوى من الهيروين بما يصل إلى 50 مرة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
لم ترد وزارة التجارة على التساؤلات حول سبب اتخاذها هذه الخطوة. لكن الخطوة تقرّب الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي أكثر، بعد أن قيّد الأخير وصول الفينتانيل والعقاقير المرتبطة إلى روسيا في يونيو/حزيران 2022، قائلاً إن هذه المركبات "جرى استخدامها كمواد كيميائية سامة… بواسطة روسيا في الماضي".
حيث استخدمت القوات الخاصة الروسية أحد أشكال الفينتانيل الغازية كسلاح لإفقاد الوعي، وذلك قبل اجتياحها موقع احتجاز رهائن في عام 2002. وسمح الغاز للقوات الروسية بالدخول وقتل المسلحين الشيشانيين الذين أخذوا مئات الرهائن، لكن المادة المخدرة القوية قتلت أكثر من 100 رهينة في الوقت ذاته.
اقرأ أيضاً
تحديد نوع الغاز
من ناحية أخرى رفض المسؤولون الروس آنذاك تحديد نوعية الغاز المستخدم، قائلين إنه كان من المواد المخدرة غير الفتاكة. لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الاختبارات التي أجراها أطباء السفارة على الأمريكيين الحاضرين في العملية كشفت أن الغاز المستخدم كان الفينتانيل.
كما تنطبق ضوابط التصدير الأمريكية الجديدة على السلائف الكيميائية الأخرى اللازمة لصنع الفينتانيل، ومجموعة من المركبات المرتبطة بالفينتانيل ارتباطاً وثيقاً.
تعتبر التدابير الجديدة جزءاً من قائمة عقوبات وضوابط تصدير إضافية فرضتها الولايات المتحدة على روسيا يوم الخميس، حيث فرضت مجموعة ضوابط جديدة على تصدير تقنيات الحوسبة الكمّية إلى روسيا أيضاً. كما فرضت عقوباتها على مزيد من المسؤولين التنفيذيين في القطاع المالي الروسي.
من جانبها فقد تبنّت الولايات المتحدة عقوبات جديدة كذلك على الأشخاص المتهمين بدعم حرب بوتين في أوكرانيا وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، ومن بينهم أمير الحرب الشيشاني رمضان قديروف، وميليشيا روسية من النازيين الجدد الذين يقاتلون في أوكرانيا، إضافة إلى مسؤول روسي قالت الولايات المتحدة إنه "قاد الجهود الروسية لترحيل عشرات الآلاف من الأطفال الأوكرانيين".