تصدر وسم "سالي حافظ" مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022، وذلك بعد حادثة اقتحام مواطنة لبنانية أحد البنوك في العاصمة اللبنانية، لاسترداد وديعتها المقدرة بـ20 ألف دولار تحت التهديد، مستعملة مسدساً بلاستيكياً.
ورغم أن الحالة السائدة على مواقع التواصل اتسمت بالتأييد لما قامت به الفتاة اللبنانية، خصوصاً مع ارتباطه بهدف نبيل يتمثل في علاج أختها المصابة بالسرطان، فإن آخرين رفضوا الاعتماد على القوة حتى لو كانت بهدف المطالبة بالحقوق.
كما أشار آخرون إلى المستوى الذي وصلت له البلاد والذي دفع سيدة إلى اقتحام بنك بعد أن استنفدت كل المحاولات الممكنة لاسترداد أموالها بهدف علاج أختها.
في إطار التأييد، قالت المغردة غنى بوشاكر: "مرحباً مارفيل، هل تريد بطلاً خارقاً حقيقياً؟"، ونشرت صورة لسالي كأنها بطلة خارقة تحمل في يدها شقيقتها المصابة بالسرطان، وفي اليد الأخرى حقيبة نقود مدون عليها اسم البنك.
واستعانت المغردة سيرينا سلامة بأبيات شعر للشاعر اللبناني خليل مطران، قال فيها: "فارجع إلى الملك العظيم وقل له: مات النصيح وعشت أنعم بالاً وبقيت وحدك بعده رجلاً، فسُد وارع النساء ودبِّر الأطفال، ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن في هذه الجموع رجالاً".
كما أعرب مغرد آخر يدعى أنس، عن تضامنه معها قائلاً: "تخيل يبقى عندك فلوس في البنك ومحتاجها ضروري لعلاج حد من أهلك ومش عارف تسحبها! سالي لم ترتكب فعلاً إجرامياً، لكن المجرمين الحقيقيين هم اللي وصّلوا الوضع في لبنان لما هو عليه، كل التضامن مع الشابة اللبنانية سالي حافظ".
فيما أشار المغرد إياد العنبر إلى الحالة اللبنانية اليائسة قائلاً: "تفاعلنا وتعاطفنا، وحتى تمجيدنا لموقف سالي حافظ هو تعبير عن حالة البؤس واليأس التي خلفتها ظاهرة غياب الدولة، وفساد الحكومات في بلداننا المحكومة من قبل مافيات سياسية.. تأملوا في بقايا الدولة التي ضاعت بسبب فسادكم وحماقاتكم، الذي جعلنا نمجد القوة واستخدام السلاح لاستعادة حقوقنا".
ردود فعل فنانين وإعلاميين
الحادثة لم تترك صداها بين الناس العاديين فقط، بل تفاعل معها نخبة الإعلاميين اللبنانيين، وعدد من الفنانين والمشاهير في بيروت.
حيث كتبت الفنانة إليسا على تويتر قائلة: "بدل ما توقفوا سالي اللي بدها حقها لتعالج أختها، روحوا وقفوا الفاسدين اللي سرقوا الدولة وصادروا أموال الناس وحرموهم أبسط حقوقن، يا عيب الشوم على الزمن اللي وصلنا له".
وقالت الفنانة سيرين عبد النور: "الله يعين البلد وشعبه.. لوين وصلونا هالحرامية!"، وقال الإعلامي نيشان: "فيديو سالي حافظ وهي تنتزع حقّها من زُمرَة لصوص لبنان أفرحني أكثر من فيديو إبداع فرقة الميّاس.. برافو سالي".
أما الفنانة مايا دياب، فقالت: "سالي حافظ تمثلني وتمثل كل لبناني رافض يسكت عن حقه بظل القمع اللي عم تمارسه المصارف والدولة من سنوات ولليوم.. الله يشفي أختك ويشفي كل مريض سرطان وينصرك على كل مين عم يحاول يقلب الحق عليكي، أنتِ واحدة من أبطال بلدي".
حيث علق المذيع اللبناني نيشان، عبر حسابه على تويتر قائلاً: "مقطع فيديو سالي حافظ وهي تنتزع حقها من زُمرة لصوص لبنان أفرحني أكثر من فيديو إبداع فرقة المياس، برافو سالي".
فيما قالت مريم البسام، مديرة الأخبار والبرامج السياسية في فضائية الجديد اللبنانية: "المجد أعطي لكِ"، ونشرت صورة لسالي من فيديو اقتحام البنك.
تفاصيل الحادثة وتبرير سالي
وتمكنت المواطنة اللبنانية سالي في العاصمة بيروت، من إجبار أحد البنوك على تسليمها 20 ألف دولار من وديعتها، تحت التهديد مستعملة مسدساً بلاستيكياً.
حيث أفادت وكالة الأناضول، نقلاً عن شهود عيان، بأن مواطنة تحمل سلاحاً، لم يحددوا ماهيتها، اقتحمت "بنك لبنان والمهجر"، وهددت بحرق نفسها في حال عدم تسليمها وديعتها، وذلك لمعالجة شقيقتها المريضة.
بينما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "مودعة تدعى سالي حافظ، هددت بإحراق نفسها في حال عدم تسليمها وديعتها لمعالجة شقيقتها المريضة". وأردفت الوكالة: "لاحقاً تمكنت المودعة من قبض 20 ألف دولار من المصرف"، دون مزيد من التفاصيل.
المواطنة سالي حافظ كانت وجهت، الثلاثاء، رسالة على فيسبوك إلى شقيقتها المريضة، قالت فيها: "يا عمري، بوعدك رح (سوف) تسافري وتتعالجي وترجعي توقفي عإجريكي (على أقدامك) وتربي بنتك، لو بدا (حتى) تكلفني حياتي".
من جهتها، أكّدت جمعية المودعين اللبنانيين (خاصة)، في تصريح على وسائل التواصل الاجتماعي: "تحرير وديعة بقيمة 20 ألف دولار بالقوة من داخل بنك لبنان والمهجر"، متهمةً القوى الأمنية "بالاعتداء بالضرب على المودعين الذين تجمهروا في المكان؛ ما أدى إلى سقوط جرحى".
لاحقاً ظهرت حافظ في مقابلة مع قناة "الجديد" المحلية، وقالت تعليقاً على اقتحامها البنك: "منذ يومين ذهبت إلى مدير البنك، وطلبت منه أن يعطيني مبلغاً من المال، وأخبرني بأنه سيعطيني".
كما لفتت إلى أنها وصلت إلى مرحلة بيع كليتها من أجل معالجة أختها المريضة بالسرطان. وأضافت: "تحتاج أختي من أجل أن تتعالج 50 ألف دولار، لقد بعنا أغراض منزلنا وأخذنا 13 ألف دولار، والباقي بالعملة اللبنانية".
تابعت: "أبلغت الموظفين (في البنك) أنني آتية لإنقاذ أختي ولا أريد إيذاءكم، والسلاح غير حقيقي يلعب به ابن أختي، لم أتوقع أن أستعمله فأنا ضد السلاح في لبنان".
منذ أكثر من عامين ونصف، تفرض مصارف لبنان قيوداً على أموال المودعين بالعملة الأجنبية، لا سيما الدولار، كما تضع سقوفاً قاسية على سحب الأموال بالليرة اللبنانية.