وجدت دراسة حديثة أنَّه على الرغم من كون المسلمين يُشكِّلون ربع سكان العالم، فإنَّهم يعانون من ضعف شديد في التمثيل في التلفزيون، وحين يجري تمثيلهم، يُصوَّرون بتنميطات وقولبات اجتماعية ضحلة.
حيث حلَّل باحثون من كلية آنينبيرغ للإعلام والصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا أكثر من 200 مسلسل تلفزيوني جرى بثّها بين عامي 2018 و2019، على أمل فهم الكيفية التي يجري بها تصوير المسلمين في المسلسلات الشعبية، وذلك وفق ما نشرت شبكة CNN الأمريكية في تقريرها الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022.
مسلسلات تتناول حياة المسلمين
الباحثون وجدوا أنَّ 1% فقط من الشخصيات المُتحدِّثة كانت مسلمة، في حين أنَّ 25% من سكان العالم مسلمون. ووجدت الدراسة أنَّه من بين المسلسلات الـ200، ضم 12 مسلسلاً فقط شخصيات مسلمة منتظمة الظهور. ووفقاً للباحثين، كان سبع من بين شخصيات تلك المسلسلات جناة أو أهدافاً للعنف الجسدي، وهو جزء من التنميط أو القولبة الاجتماعية السائدة للشخصيات المسلمة.
كما ركَّز البحث على المسلسلات ذات السيناريوهات والحلقات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. وتقول الدراسة إنَّ 87% من المسلسلات المشمولة بالدراسة لم تضم ولو شخصية مسلمة واحدة مُتحدِّثة.
وفقاً للدراسة، كان المسلمون المُصوَّرون في هذه المسلسلات يميلون إلى اتّباع تنميطات اجتماعية، وافتقرت إلى التنوع الذي يميز السكان المسلمين. وكان أكثر من نصف الشخصيات المسلمة المُتحدِّثة من الرجال، وكانوا في الغالب شرق أوسطيين. ووجد الباحثون أنَّ عدداً قليل جداً من المسلمين كانوا تابعين لمجتمع الميم، ولم يظهر أي منهم بإعاقة.
تصوير الشخصيات المسلمة
في حين حدَّد الباحثون عدة مجازات هيمنت على تصوير الشخصيات المسلمة في التلفزيون. فكان هناك ميل إلى تصوير المسلمين باعتبارهم "أجانب" ويتحدَّثون لغة إنجليزية ذات لكنة أو لا يتحدَّثون الإنجليزية على الإطلاق. وكان نحو ثلث الشخصيات المسلمة المُتحدِّثة عنيفة تجاه الشخصيات الأخرى، وكان 40% منها أهدافاً للعنف.
كذلك ووفقاً للدراسة، كان هناك ميل لتصوير المسلمات باعتبارهن "خائفات ومُعرَّضات للخطر". وقد ظهرن في الغالب كضحايا للتهديدات والعنف.
فيما رأى الباحثون أنَّ لهذه التصويرات تأثيراً في الحياة الواقعية على الطرق التي يفكر بها المشاهدون في المسلمين. فوجد مركز بيو للأبحاث باستمرار أنَّ الأمريكيين لديهم أكثر الرؤى السلبية تجاه المسلمين مقارنةً بالمجوعات الدينية الأخرى.
حيث كتبوا: "قد تتشكَّل المواقف تجاه المسلمين من خلال مجموعة من العوامل. لكنَّ أحدها على وجه التحديد، وسائل الإعلام، هي عنصر ضمن سيطرة رواة القصص وصانعي المحتوى".
مسلسلات تتناول التنميط الاجتماعي
من ناحية أخرى، أشار الباحثون إلى بعض المسلسلات الحديثة التي تصدَّت لهذه التنميطات الاجتماعية، مثل مسلسل "Ramy" من إنتاج شركة Hulu، وهو مسلسل كوميدي حول رجل أمريكي مصري يعيش في ولاية نيوجيرسي الأمريكية.
حيث دعوا إلى تصوير أكبر وأكثر تعقيداً للشخصيات المسلمة في التلفزيون، لا سيما تلك التي أنشأها صانعو الأفلام المسلمون.
كتب فريق البحث: "سيتطلَّب تركيز القصص على الشخصيات المسلمة تغييرات على الشاشة وكذلك خلف الكاميرات. كان واضحاً من خلال العينة في هذه الدراسة أنَّ عدداً قليلاً من الكُتَّاب كانوا مسلمين، إن وُجِدوا أصلاً. إنَّ العمل مع المبدعين المسلمين لتطوير وتقديم قصص عن المسلمين إلى الشاشة أمر ضروري لزيادة التصوير الحقيقي (لهم)".