دعا القوميون الروس، الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022، بلهجة غاضبة، الرئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييرات فورية لضمان النصر النهائي في الحرب الدائرة، غداة إجبار موسكو على التخلي عن معقلها الرئيسي في شمال شرق أوكرانيا.
إذ يعد السقوط السريع لإيزيوم في إقليم خاركيف أسوأ هزيمة عسكرية لروسيا منذ أن أُجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس/آذار 2022.
انتقادات لتعثر روسيا في أوكرانيا
في الوقت الذي كانت تنسحب فيه القوات الروسية من بلدة تلو الأخرى السبت، كان بوتين يفتتح أكبر عجلة دوارة في أوروبا في متنزه بموسكو، وتضيء الألعاب النارية السماء فوق الميدان الأحمر إحياء لذكرى تأسيس المدينة عام 1147.
في رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة نُشرت على تطبيق تليغرام، رفض الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين الذي كانت قواته في طليعة الحملة في أوكرانيا، خسارة إيزيوم، وهي مركز حيوي للإمدادات. لكنه أقر بأن الحملة لا تسير وفق الخطة.
قال قديروف: "إذا لم يتم إجراء تغييرات اليوم أو غداً في إدارة العملية العسكرية الخاصة، فسأضطر للذهاب إلى قيادة البلاد لأشرح لهم الوضع على الأرض".
فيما أثار صمت موسكو التام تقريباً حيال الهزيمة- أو عدم تقديم أي تفسير لما حدث في شمال شرق أوكرانيا- غضباً كبيراً بين بعض المؤيدين للحرب والقوميين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي.
إرسال قوات إلى خاركيف
مع انتشار أنباء الهزائم، نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات مصورة لما قالت إنها قوات تُرسل إلى منطقة خاركيف. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية استهدفت مواقع أوكرانية في المنطقة بقوات محمولة جواً وصواريخ ومدفعية.
في الوقت نفسه لم يعلق بوتين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ولا وزير الدفاع سيرجي شويخو علناً على الهزيمة، ولم ترد وزارة الدفاع على طلب للتعليق.
فيما كتب أحد المدونين العسكريين البارزين المؤيدين للحرب على تليغرام ويستخدم اسم ريبر "الآن ليس الوقت المناسب لالتزام الصمت وعدم قول أي شيء.. هذا يضر بشدة بالقضية".
من جانبها، أعلنت الوزارة السبت عن "إعادة تجميع" من شأنها نقل القوات بعيداً عن خاركيف للتركيز على منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا- وهو بيان أثار المزيد من الغضب بين العديد من المدونين العسكريين الروس.
في الوقت ذاته، اتهم بعض المراسلين الحربيين الموالين للكرملين والجنود السابقين والحاليين الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على تليغرام الوزارة بالتهوين من الهزيمة.