اندلع جدال حاد على البث المباشر بين مذيع شبكة MSNBC الأمريكية، علي فيلشي، ومؤرخ بريطاني، حول الروابط "القبيحة" التي تجمع العائلة الملكية البريطانية بالاستعمار والعبودية، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 10 سبتمبر/أيلول 2022.
استهلّ فيلشي برنامجه الصباحي السبت بمقدمة طويلة، حول وفاة الملكة البريطانية السابقة إليزابيث الثانية، وقال في مقطع منها، إنها مثَّلت مؤسسة "سلبت ثروات الدول الأخرى وسيادتها، واستغلت شعوبها".
أضاف فيلشي: "حتى إذا كان عهد الملكة إليزابيث الثانية يمثل إلى حد كبير بداية حقبة ما بعد الاستعمار، فإن الأهوال التي أنزلها نسلها الطويل بأجيال كثيرة من الناس في جميع أنحاء العالم لا تزال باعثة على الألم".
في وقت لاحق من البث، وصف الدكتور أندرو روبرتس، المؤرخ البريطاني بشبكة NBC، تعليقات فيلشي بأنها "مبالغٌ فيها باصطناع"، وقال إن العائلة الملكية البريطانية لديها شعبية واسعة في بريطانيا ودول الكومنولث.
كما تساءل روبرتس مستنكراً: "إن كنا تسببنا في كثير من الألم للناس على مدى التاريخ، فلماذا اختارت دول الكومنولث كلها، وكثير منها دول كانت تابعة للإمبراطورية البريطانية، الأميرَ تشارلز رئيساً للكومنولث؟"
ردَّ فيلشي على روبرتس باتهامه بالسعي إلى "تبييض سمعة" تاريخ العائلة الملكية البريطانية. وقاطع كل منهما كلام الآخر، حتى طلب فيلشي من روبرتس التوقف عن الحديث، وسأله: "هل تنكر حقاً ما قلته للتو عن الاستعمار البريطاني؟"
أجاب روبرتس: "أنا أعترض بلا شك على ملاحظاتك بشأن العبودية، وأقول إننا ألغينا العبودية والرق قبل 32 عاماً من إلغائكم لها [في الولايات المتحدة]. ولم يستدعِ الأمر منا أن نقتل 600 ألف شخص في حرب أهلية لنفعل ذلك".
تاريخ العائلة الملكية البريطانية يثير الحساسية
أوضح فيلشي بعدها أن الموضوع يستثير حساسية شخصية لديه، لأنه وُلد في كينيا، حين كانت لا تزال واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية. وقال إن "ملايين كثيرة من الناس" لم يروا في العائلة الملكية البريطانية أمراً جديراً بالاحتفال.
استمر فيلشي وروبرتس في الجدال، وأبدى المؤرخ البريطاني استياءه من أن المذيع لا يركز إلا على "أشياء سلبية وقعت قبل 100 عام".
فردَّ فيلشي بالقول: "أناس كثيرون في هذا العالم لا يرون الأمر كما تراه، لا سيما الناس الذين نشأوا تحت نير الاستعمار والإمبراطورية البريطانية".
لم يقتصر الأمر على المذيعين، فقد وجد كثير من الأكاديميين أنفسهم عرضة للانتقادات بسبب تعليقاتهم على وفاة ملكة بريطانيا. ومن هؤلاء البروفيسور الأمريكية أوجو آنيا، التي تعرضت لانتقادات عنيفة بعد تغريدة نشرتها على موقع تويتر، وقالت فيها إنها ترجو أن تموت الملكة "ميتة مؤلمة".
أشرفت الملكة إليزابيث الثانية على نهاية العصر الإمبراطوري لبريطانيا على مدى سبعة عقود من اعتلائها عرش البلاد. وقد شهدت السنوات الماضية إبداء دول عديدة من مستعمرات بريطانيا السابقة في البحر الكاريبي رغبتها في إزاحة العاهل البريطاني عن رئاسة دولها، وتضَّمن ذلك توترات مستمرة مع العائلة الملكية البريطانية.