منح العاهل البريطاني الجديد، الملك تشارلز، ابنه الأكبر وليام وزوجته كيت لقب أمير وأميرة ويلز، الجمعة، 9 سبتمبر/أيلول 2022، وذلك بعد تنصيبه ملكاً بعد رحيل والدته الملكة إليزابيث، الخميس.
وقال تشارلز في خطابه الأول للأمة، وهو ملك لبريطانيا "مع وجود كاثرين كيت إلى جانبه، سيواصل أمير وأميرة ويلز الجديدان، حسب علمي، الإلهام والقيادة لحواراتنا الوطنية".
وأصبح تشارلز، الذي نال لقب أمير ويلز عام 1958، ملكاً بصورة تلقائية بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث، الخميس.
بهذه تصبح دوقة كامبريدج كيت ميدلتون، الآن "أميرة ويلز"، وهو اللقب الملكي نفسه الذي حصلت عليه الأميرة الراحلة ديانا.
خطاب أول للأمة
وألقى الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا الجديد، الجمعة، أول خطاب للأمة ينعى فيه والدته الملكة إليزابيث الثانية، وتعهد فيه بخدمة شعب المملكة المتحدة مدى الحياة.
كانت لقطات تلفزيونية أظهرت الملك الجديد، وزوجته كاميلا، ينزلان من السيارة الملكية وسط هتافات من حشد تجمَّع خارج قصر بكينغهام بعد عودته إلى لندن. ثم شرع الملك في مصافحة العشرات، وإلقاء نظرة على الزهور التي وضعها الناس أمام القصر، تكريماً لوالدته لمدة عشر دقائق على الأقل. كما يمكن سماع مجموعة من الأشخاص وهم يغنون "حفظ الله الملك، حفظ الله الملك"، تزامناً مع مصافحتهم إياه.
تعهد الملك تشارلز، ملك بريطانيا، بخدمة شعب المملكة المتحدة، والمناطق والأقاليم الأخرى مدى الحياة، في خطاب رسمي للأمة بعد يوم واحد من وفاة والدته الملكة إليزابيث عن عمر يناهز 96 عاماً.
قال الملك "مثلما كانت تفعل الملكة نفسها، بمثل هذا التفاني الذي لا يتزعزع، أنا أيضاً أتعهد الآن رسمياً، على مدى ما بقي من العمر الذي قدره الله لي، بالتمسك بالمبادئ الدستورية الراسخة في أمتنا".
أضاف "أينما كنت تعيش في المملكة المتحدة، أو في المناطق التابعة والأقاليم في جميع أنحاء العالم، ومهما كانت خلفيتك أو معتقداتك، سأسعى لخدمتك بإخلاص واحترام ومحبة، كما فعلت طيلة حياتي".
حداد وطني
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية عن فترة حداد وطني تستمر حتى إقامة الجنازة الرسمية. كما تم فتح كتاب للعزاء على الإنترنت. وتوافد الناس على قلعة بالمورال في اسكتلندا، حيث توفيت الملكة وتجمع أفراد العائلة المالكة، لتقديم العزاء. وقالت كاي ماكلمينت (55 عاماً)، التي جاءت مع صديقة لوضع الزهور عند القلعة "كانت رائعة. كانت مثل جدة للجميع. لقد نجحت دائماً في اجتذاب القلوب بكلماتها".
كما تجمع الآلاف في قصر بكنغهام، مقر إقامة الملكة في وسط لندن، لوضع الزهور خارج السور الحديدي الأسود الشهير. وقال عامل السكة الحديدية ليام فيتزجون (27 عاماً) "جئت بابنتي الصغيرة إلى هنا، لأنه على الرغم من أنها لن تتذكر ذلك، يمكننا أن نقول لها إنها جاءت هنا في وقت تاريخي.. لقد كانت الملكة الوحيدة التي عرفناها. لن نرى ملكة مثلها مجدداً".
من جانبها، قالت الحكومة إنها تتوقع حشوداً كبيرة عند القصور الملكية. وذكرت في بيان "نتوقع ازدحاماً وتأخراً كبيراً في بعض وسائل النقل العام". وكانت الملكة إليزابيث رأس الدولة في المملكة المتحدة و14 دولة ومنطقة أخرى، من بينها أستراليا وكندا وجامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة.
في حين سوف تطلق أعيرة المدفعية نحو 96، تكريماً للملكة الراحلة في متنزه هايد بارك، وعند برج لندن، كما تُدق أجراس كنيسة وستمنستر وكنيسة القديس بولس. وفي قلعة وندسور، سيُدق جرس سيباستوبول، الذي تم الاستيلاء عليه خلال حرب القرم في القرن التاسع عشر، والذي لا يقرع إلا لإعلان وفاة الملك.
كما يشهد البرلمان جلسة خاصة للنواب لتكريم الملكة، ومن المقرر أن يجتمع غداً السبت أيضاً، وهو أمر نادر، للموافقة على رسالة تعزية للملك، وبعد خسارة رمز الثبات والصمود، تبدأ بريطانيا عهداً جديداً بقيادة ملك جديد ورئيسة وزراء جديدة، وسط أزمة اقتصادية خطيرة وبعد سنوات من الانقسام السياسي.