تدرس تل أبيب اتخاذ إجراءات جديدة لدعم السلطة الفلسطينية في ظل ضعفها في التصدي للتهديدات الأمنية لإسرائيل، والتي تزايدت مع ارتفاع وتيرة نشاطات المقاومة في الضفة الغربية والتصدي للاقتحامات الكثيفة لقوات الاحتلال، حسبما قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول 2022.
تشهد المناطق التي تحتلها إسرائيل من حين لآخر، عمليات ينفذها مقاومون فلسطينيون، عبر إطلاق النيران، والطعن، سواء في الضفة الغربية المحتلة أم داخل أراضي 48.
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إن "غياب السيطرة من جانب جهاز الأمن الفلسطيني في أجزاء معينة من الضفة الغربية خلق أرضية خصبة لنمو الإرهاب"، ويقصد بالإرهاب نشاطات المقاومة الفلسطينية.
فيما قال مصدر أمني للصحيفة الإسرائيلية: " إن تل أبيب مستاءة من الضعف الواضح للسلطة الفلسطينية في جنين ونابلس".
أضاف المصدر أنّ تراجع مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتدهور حالة قوات الأمن الفلسطينية نتج عنهما فقدان السيطرة على الأرض، وقال: "نحاول مساعدتهم بكل الأدوات الممكنة".
تدرس إسرائيل زيادة حجم المساعدة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية التي تقدمها الحكومة الحالية بالفعل. وذلك من خلال رفع أعداد الفلسطينيين المسموح لهم بالعمل في إسرائيل وزيادة المساعدات المالية المباشرة للسلطة الفلسطينية عبر قنوات مختلفة.
كما نوقشت في الاجتماعات التي انعقدت خلال الأسابيع الماضية حزمة من المقترحات لمساعدة السلطة الفلسطينية. لكن مصادر قالت إن المشاركين في هذه المناقشات لم يكونوا واثقين بما إذا كان لأي من هذه الإجراءات المقترحة تأثير حقيقي على الوضع على الأرض.
ستُطرح القضية للمناقشة مرة أخرى على نطاق أوسع، الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول، حيث من المقرر أن يجري رئيس الوزراء يائير لبيد تقييماً أشمل للوضع مع قادة الجيش.
جيل جديد وقلق إسرائيلي
وشارك عشرات الآلاف قبل أسبوعين في تشييع المقاوم إبراهيم النابلسي، بعد اغتياله واثنين من رفاقه في البلدة القديمة بمدينة نابلس في مشهد سلط الضوء مجدداً على التفاف حول المقاومة تشهده الضفة الغربية، وتآكل مشروع السلطة الفلسطينية الذي ارتكز لقرابة عقدين من الزمن على تجريد الضفة من السلاح والاتجاه نحو المقاومة السلمية.
مشهد التدافع على حمل نعش النابلسي ورفاقه لم يكن عادياً بالنسبة للاحتلال وكذلك للشعب الفلسطيني، الذي يوماً بعد يوم ترتفع الأصوات داخله تمجيداً لنهج المقاومة المسلحة.
"عشرات الآلاف شاركوا في الجنازة، إنه ليس يحيى عياش لكن الناس في الضفة متعطشون لصناعة رمز خاص بهم"، قال تقرير للقناة الثانية الإسرائيلية عن جنازة النابلسي.
جاء هذا المشهد ليضاف إلى سلسلة مؤشرات على صعود تيار المقاومة المسلحة، بدءاً من الهتافات التي مجدت قائد كتائب القسام محمد ضيف وشكلت الشعار الأبرز لهبّة مايو/أيار 2021.
صحيفة هآرتس أشارت إلى أن أعضاء الخلايا المسلحة الناشطة في الضفة اليوم يبلغ متوسط أعمارهم 20 عاماً تقريباً، وهم لا يذكرون اجتياح الضفة، عام 2002، مضيفةً أن "حاجز الخوف كُسِر".
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن هذا الجيل الجديد من المسلحين الفلسطينيين يتلقى تمجيداً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تضيف صحيفة هآرتس أن النابلسي ليس له انتماء تنظيمي، لكن شعبيته تشير إلى نوع جديد من الأبطال المحليين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة.