قالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول 2022، إنها تحترم موقف وزير خارجية مصر الخاص بانسحابه من جلسة اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة لكنها لا تتوافق معه.
كان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قد غادر مقر انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، عقب تولي نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية بحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، رئاسة الاجتماع، وفق ما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
المنقوش وفي أول رد على الإجراء المصري قالت إنها لا تتوافق مع قرار القاهرة لأنه مخالف للمواثيق العربية والدولية.
اجتماع عربي في طرابلس الليبية
في الوقت نفسه، دعت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، الثلاثاء، إلى عقد الاجتماع التشاوري المقبل لوزراء الخارجية العرب في عاصمة بلادها طرابلس.
جاء ذلك في كلمة لها خلال افتتاح جلسات الدورة الـ158 لاجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. وقالت المنقوش: "ندعو لعقد الاجتماع التشاوري المقبل لوزراء الخارجية العرب (دون تاريخ محدد) في طرابلس التي سبق أن استضافت مؤتمر دعم استقرار ليبيا (أكتوبر/تشرين الأول 2021)، وهي أكثر إصراراً الآن على استعادة دورها بالمنطقة".
كما أعربت عن شكرها للوزراء العرب على دعم استعادة ليبيا لقيادة اجتماع الوزراء العرب بعد 9 سنوات من "الاعتذار والانقسام والحروب" في بلادها. وأضافت أنها فخورة بكونها أول امرأة عربية ووزيرة خارجية تتولى رئاسة الاجتماع الوزاري العربي.
في حين دعت إلى "بذل جهود استثنائية" للحفاظ على الدول العربية، مؤكدة أن "تبني سياسة الحوار السياسي الشامل وتفهم مخاوف الجميع مدخل مهم لإحياء العمل العربي المشترك".
إجراء انتخابات ليبية
في الوقت نفسه، نقلت المنقوش عن حكومة الوحدة الوطنية "تجديد دعوتها للسلطة التشريعية الليبية بأن توفي بالتزامها التشريعي لاستكمال القاعدة الدستورية والقوانين المنظمة للانتخابات".
في حين دعت إلى المحافظة على الإجماع العربي على عقد الانتخابات الليبية، مؤكدة أنه بدعم الأشقاء العرب ستتمكن بلادها من إجراء الانتخابات وفق قوانين نزيهة وعادلة. كما حثت المنقوش الجامعة العربية على تفعيل عمل اللجنة الرباعية الخاصة بليبيا مع الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي.
استحقاق وطني
في سياق موازٍ، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، إن الانتخابات التشريعية والرئاسية "استحقاق وطني"، مؤكداً أنه سيعمل على تحقيقها "رغم التحديات".
جاء ذلك خلال لقائه حكماء وأعيان محافظة طرابلس الكبرى، في ديوان مجلس الوزراء، حيث ناقش معهم الشأن السياسي والأمني في البلديات، وفق بيان المكتب الإعلامي للدبيبة.
أضاف أن هدف الحكومة الأساسي هو "إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية"، مؤكداً رفضه الوصول إلى السلطة بواسطة "السلاح والمؤامرات"، والرفض "المطلق" للمراحل الانتقالية. وشدد الدبيبة على "ضرورة إلغاء أي معسكرات أو تمركزات أمنية داخل بلديات طرابلس، وتفعيل دور مراكز الشرطة والجهات الأمنية".
يذكر أنه قبل أيام، اندلعت اشتباكات في طرابلس بين جهاز "دعم وحفظ الاستقرار" (بقيادة غنيوة الككلي) التابع للمجلس الرئاسي، واللواء "777" (بقيادة هيثم التاجوري) التابع لرئاسة الأركان، ما خلف 32 قتيلاً و159 جريحاً.
ومنذ مارس/آذار 2022 تتصارع في ليبيا حكومتان الأولى برئاسة فتحي باشاغا وكلفها مجلس النواب بطبرق (شرق)، والثانية حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تُكلف من برلمان جديد منتخب.
ولحل الأزمة، تكافح ليبيا للوصول إلى انتخابات وفق مبادرة أممية تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب بالدولة للتوافق حول قاعدة دستورية للانتخابات. وحتى 6 سبتمبر/أيلول 2022 لم تفلح اللجنة في التوصل إلى التفاصيل الكاملة للقاعدة الدستورية بسبب خلاف أعضائها حول بعض البنود، منها شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.
جرّاء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب، ودور القضاء في عملية الاقتراع، تعذر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مزمعة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، ولم يتم بعد الاتفاق على تاريخ جديد لها.