قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، 5 سبتمبر/أيلول 2022، إن بلاده سترسل الغاز إلى ألمانيا إذا لزم الأمر، بينما تقف ألمانيا على استعداد لتزويدها بالكهرباء، مضيفاً أن هذا يُظهر التضامن الأوروبي في مواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
في سياق موازٍ، فقد ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا وتراجعت الأسهم وهوى اليورو بعد أن أوقفت روسيا ضخ الغاز عبر طريق إمداد رئيسي، في تحذير آخر للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، بينما يسارع لمواجهة الأزمة قبل الشتاء.
تبادل للغاز والكهرباء بين فرنسا وألمانيا
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحفي عقب اتصال هاتفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس "ألمانيا بحاجة إلى غازنا، ونحتاج إلى الطاقة من بقية أوروبا، لا سيما من ألمانيا".
وأضاف أن التوصيلات الضرورية من أجل توصيل فرنسا الغاز إلى ألمانيا عند الحاجة سيتم الانتهاء منها في الأسابيع المقبلة، مضيفاً أن فرنسا، التي دائماً ما كانت مصدراً صافياً للكهرباء، ستحتاج إلى مساعدة من جيرانها بسبب مشاكل فنية في محطاتها النووية.
لكن ماكرون قال إنه لا يتفهم الطلب على وصلة غاز ثالثة بين فرنسا وإسبانيا، رافضاً دعوات لزيادة السعة بخط أنابيب جديد. وعبر عن استعداده لتغيير رأيه بشأن هذه النقطة إذا قدم شولتس أو رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث حججاً مقنعة.
شراء الغاز
قبيل اجتماع لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي قال ماكرون إن فرنسا تؤيد شراء الغاز على المستوى الأوروبي، وليس على المستوى الوطني، ودعا التكتل إلى اتخاذ إجراءات للسيطرة على أسعار الطاقة.
أضاف أن من الضروري العمل ضد المضاربة على أسعار الطاقة على مستوى الاتحاد، موضحاً أن فرنسا تؤيد وضع حد أقصى لسعر غاز الأنابيب الروسي.
كما كرر ماكرون دعوته للجميع لعدم تشغيل مكيفات الهواء عند درجة حرارة منخفضة للغاية عندما يكون الجو حاراً وعدم تجاوز مستوى التدفئة 19 درجة مئوية هذا الشتاء. وأضاف "على الجميع أن يقوموا بواجبهم".
أزمة تواجه تصدير الغاز الروسي لألمانيا
من ناحية أخرى قال عملاق الغاز الروسي غازبروم إنه تلقى تحذيراً رسمياً من منظمين روس بأن محطة الضغط المتوقفة عن العمل في بورتوفايا، التي من المفترض أن تدفع الغاز باتجاه ألمانيا من خلال خط الأنابيب نورد ستريم 1، لم تعد مستوفية لمتطلبات السلامة.
قالت الشركة الروسية إنها رصدت تسرباً لزيت المحرك في التوربين الوحيد الذي ما زال يعمل في بورتوفايا، وستوقف إمدادات الغاز الطبيعي لحين إصلاحه ونسبت غازبروم إلى سيمنس إنريجي، التي قامت بأعمال صيانة في توربينات نورد ستريم 1، قولها إن "أسباب تسرب الزيت لا يمكن إزالتها إلا بواسطة شركة إصلاح متخصصة".
فيما قال بيان غازبروم إن بورتوفايا الآن "منشأة إنتاج محفوفة بمخاطر"، وقد لا يمكن مواصلة تشغيلها بشكل قانوني. وكرر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم موقف موسكو القائل إن مشكلات توريد الغاز من روسيا هي فقط نتيجة للعقوبات الغربية.
من جانبها، تتهم أوروبا روسيا باستخدام إمدادات الطاقة كسلاح للانتقام من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا.