فازت وزيرة الخارجية البريطانية السابقة، ليز تراس، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، بزعامة حزب المحافظين، لتصبح بذلك رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، خلفاً لبوريس جونسون، المستقيل منذ شهرين.
جاء ذلك بعدما اختار حزب المحافظين البريطاني تراس لزعامة الحزب، متفوقة بذلك على منافسها وزير المال السابق ريشي سوناك.
وسوف تتولى تراس رئاسة الحكومة غداً الثلاثاء، 6 سبتمبر/أيلول 2022، بعد إجراءات التسليم الرسمية.
من المقرر أن يُسلم جونسون، الثلاثاء، استقالته للملكة إليزابيث الثانية، في مقرها الصيفي في بالمورال باسكتلندا، في سابقة بالنسبة إلى الملكة (96 عاماً)، التي تتجنب التنقل، ولن تسافر إلى لندن.
كانت التوقعات تُشير إلى أن تراس (47 عاماً) هي الأوفر حظاً لشغل منصب رئيس الوزراء، وبفوزها تصبح تراس رئيس الوزراء الرابعة في بريطانيا منذ الاستفتاء على بريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي) في 2016، والمرأة الثالثة التي تتولى هذا المنصب في تاريخ المملكة المتحدة، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.
يأتي تولي تراس لمنصب رئيس الوزراء وسط ظروف اقتصادية واجتماعية متدهورة، مع نسبة تضخم تجاوزت 10% ومرشحة للازدياد، وارتفاع غير مسبوق في فواتير الطاقة التي تثقل كاهل العائلات والشركات والخدمات العامة.
كانت تراس قد وعدت بخفض كبير للضرائب، وتبنت خطاباً شديد اللهجة ضد النقابات، في حين خسر سوناك، المصرفي السابق، نقاطاً حين دعا إلى سياسة اقتصادية واقعية، واعتُبر بذلك شخصية تكنوقراطية تكتفي بإعطاء الدروس، وغير قادرة على إدراك الصعوبات التي يواجهها المواطنون.
تراس أكدت الأحد، 4 سبتمبر/أيلول 2022، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنها ستتحرك إذا فازت "من الأسبوع الأول" لمساعدة البريطانيين في موضوع فواتير الطاقة، لكنها رفضت توضيح الطبيعة الملموسة للإجراءات التي تعتزم اتخاذها.
في حين ذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة أن تراس تنوي تجميد أسعار الطاقة، وأكدت أيضاً أنها ستقدم "بحلول شهر" مشروع إصلاح ضريبي لمواجهة الأزمة.
عبر صحيفتين واسعتَي الانتشار، هما "ذي صن" و"دايلي ميل"، وعدت تراس بأن تبذل "ما في وسعها" ليحظى كل بريطاني "بفرصة المضي بعيداً، بمقدار ما تسمح له موهبته وعمله الدؤوب"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
إذا كانت تراس قد اجتذبت قاعدة الحزب الحاكم في المملكة المتحدة منذ اثني عشر عاماً، فإن 52% من البريطانيين رأوا أنها ستكون رئيسة وزراء بالغة السوء، وفق استطلاع أخير لمعهد يوغوف.
رغم أن المرشحَيْن المحافظين وعدا بإحداث "تغيير" بعد عهد جونسون، الذي طبعته الفضائح، فإن رئيس الوزراء السابق لا يزال يتمتع بشعبية لدى فئة من المنتسبين الى الحزب المحافظ، وخصوصاً المسنين والبيض وأصحاب التوجه الذكوري.
رفض جونسون أن يدعم علناً أياً من المرشحين لخلافته، مؤكداً في رسالة وداعٍ في صحيفة "صنداي أكسبرس"، أنه سيدعم خلفه، معتبراً أن تراس وسوناك "أكثر من قادرين" على تولي المنصب، لكنه لم يستبعد عودته إلى السياسة.