دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022، رؤساء الكتل السياسية إلى جولة ثانية من "الحوار الوطني" الإثنين المقبل، في حين دعا زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، إلى منع الفصائل المسلحة من تأمين زيارة "أربعينية الحسين" في محافظة كربلاء.
إذ ذكر موقع "عراق أونلاين نيوز" على صفحته عبر يوتيوب، أن الكاظمي "دعا رؤساء الكتل، إلى جلسة حوار ثانية الإثنين المقبل"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي 16 أغسطس/آب الماضي، دعا الكاظمي قادة القوى السياسية إلى "اجتماع وطني" في قصر الحكومة ببغداد، لبدء "حوار وطني جاد" من أجل إيجاد الحلول للأزمة السياسية في البلاد.
ومع بدء الاجتماعات، أعلن التيار الصدري "عدم مشاركته باجتماع الحوار السياسي" الذي دعا إليه الكاظمي.
وجاء قرار الصدر بعد أكثر من عشرة أشهر من الصراع مع الإطار التنسيقي من أجل تشكيل "حكومة أغلبية"، بعد فوز التيار (شيعي) بالأغلبية البرلمانية.
واندلعت في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى اشتباكات في 29 أغسطس/آب الماضي، خلفت أكثر من 30 قتيلاً ومئات الجرحى وفق مصادر طبية، عقب اقتحام أنصار التيار الصدري عدداً من المقار الحكومية في بغداد فور إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً.
أربعينية الحسين
من جهة أخرى، دعا زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، السبت، إلى منع الفصائل المسلحة من تأمين زيارة "أربعينية الحسين" في محافظة كربلاء (جنوب) التي تصادف 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
إذ قال الصدر في تغريدة: "أوجه كلامي إلى الجهات الرسمية وأخص بالذكر الجهات الرسمية المحلية في كربلاء، فإن عليهم الحذر وضبط الأمن جيداً، ومسك نقاط التفتيش من قبل القوات الأمنية فقط دون غيرها كالحشد والسرايا وما شاكل ذلك".
الصدر أضاف: "على جميع العراقيين التحلي بضبط النفس والابتعاد عن الاحتكاك".
وأردف: "عليهم التعاون مع القوات الأمنية وعدم رفع شعارات حزبية أو ميليشياوية أو حتى حشدية أو تيارية، حفاظاً على سلامة الزوار والضيوف والأماكن المقدسة".
ويتوجه ملايين الشيعة العراقيين سيراً على الأقدام صوب مدينة كربلاء لإحياء مناسبة "أربعينية الحسين"، في 20 من شهر صفر بالتقويم الهجري كل عام، الذي يصادف 16 سبتمبر/أيلول الجاري هذا العام.
وتعتبر "الأربعينية" من أهم المناسبات لدى الشيعة، وتخرج مواكب رمزية للعزاء ويتوافد مئات الآلاف من كافة أنحاء العالم إلى كربلاء، لزيارة مرقد الحسين، ويأتي الكثير منهم سيراً على الأقدام.
من جانبه، قال وزير الداخلية عثمان الغانمي، إن مخرجات الاجتماع الخاص بالزيارة الأربعينية، السبت، "ستعزز بجهود خدمية مساندة من عدة وزارات"، مشدداً على "عدم السماح بأي سلوك يعكر صفو الزيارة".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن الغانمي قوله: "عقدنا اجتماعاً خاصاً بتحضيرات زيارة أربعينية الإمام الحسين لتعشيق (لدمج) الخطة الخدمية مع الخطة الأمنية الخاصة بالمناسبة، بحضور جميع الوزارات والجهات المعنية".
كما أضاف: "من المعروف للجميع أن لا نجاح للخطة الأمنية دون أن تكون هنالك خطة خدمية مساندة والتي تشمل جهد وزارات الكهرباء والنقل والبلديات والنفط".
ويشهد العراق أزمة سياسية، زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً لا يزال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء في بغداد، رفضاً لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى العراقية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.