تستعد البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لمواصلة هجومها على التضخم المرتفع هذا الأسبوع، حتى مع زيادة وضوح نقاط الضعف في اقتصاداتها. ويُتوقع من صانعي السياسات في النصف الشمالي من الأرض اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية.
شبكة Bloomberg الأمريكية قالت السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022، إنه من المُتوقَّع تشديد لم يسبقه مثيل في شكل زيادة سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، بعد يوم من رفع بنك كندا بمقدار مماثل.
سيأتي ذلك بعد تحرك بمقدار نصف نقطة كان متوقعاً يوم الثلاثاء الماضي، في أستراليا وتشيلي. ومن المتوقع أيضاً أن ترفع خمسة بنوك مركزية أخرى على الأقل حول العالم أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل.
رغم أن كلاً منهم يتنافس على هزيمة العدو المشترك، ألا وهو التضخم، فإن خطر التداعيات يتجلى أيضاً.
ارتفاع معدلات التضخم حول العالم
في كندا، تراجعت أسعار المنازل في تورونتو بنسبة 16% منذ مارس/آذار، مع ارتفاع معدلات الرهن العقاري، في حين شهدت سوق العقارات الرائدة في أستراليا انخفاضاً بنسبة 5% في الأشهر الثلاثة الماضية.
بينما في الولايات المتحدة، يقود رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مجموعة ضخمة من محافظي البنوك المركزية الذين يعرضون وجهات نظرهم في الأسبوع الأخير، قبل أن يدخل المسؤولون فترة انقطاع التيار الكهربائي قبيل اجتماع السياسات في 20-21 سبتمبر/أيلول.
كما أنه من المرجح أن يختار بنك الاحتياطي الأسترالي رفع سعر الفائدة بنصف نقطة مئوية أخرى يوم الثلاثاء، مما يزيد التكاليف على الأسر المثقلة بالديون في البلاد، حيث يشدد بقوة بعد مجيئه في وقت متأخر لمحاربة التضخم.
في اليابان، حيث يغذي التضخم بسبب ضعف الين، ستُظهِر أحدث أرقام الأجور وإنفاق الأسر مقدار انخفاض الدخل الحقيقي، وتأثير ذلك على الاستهلاك.
فيما أعلنت الصين عن بيانات التجارة يوم الأربعاء وأرقام التضخم يوم الجمعة، مع التزام الاقتصاديين أيضاً بأرقام حالات كوفيد اليومية، حيث يهدد فرض مزيد من القيود بتعطيل النشاط.
سوف يختار حزب المحافظين البريطاني زعيماً جديداً يوم الإثنين ليخلف جونسون كرئيس للوزراء وسد الفراغ الذي أحدثته استقالته قبل شهرين تقريباً، وخلال هذه الفترة استمر في منصب مؤقت.
حيث يواجه الفائز، الذي من المحتمل أن يكون وزيرةَ الخارجية ليز تروس، لحظةً من الاضطراب الاستثنائي، مع احتدام أزمة تكلفة المعيشة وإبداء المستثمرين العالميين شكوكاً متزايدة بشأن آفاق اقتصاد أصغر الآن من اقتصاد الهند.
وستأتي فرصة لطمأنتهم يوم الأربعاء، عندما يدلي أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، بشهادته أمام لجنة الخزانة بالبرلمان.
هذا ما ستفعله البنوك المركزية
في منطقة اليورو، قد تقدم بيانات طلبات المصانع الألمانية يوم الثلاثاء، والإنتاج الصناعي في اليوم التالي، لمحةً عن الأضرار التي لحقت بالفعل بهذا القطاع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والضغط على الإمدادات.
بعد رفع سعر الفائدة المحتمل من قبل البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، من المرجح أن تحذو الدنمارك حذوها بحركة خاصة بها.
كما قد يقوم صانعو السياسة في بولندا وصربيا برفع تكاليف الاقتراض في اليوم نفسه، ومن المتوقع أيضاً صدور قرار من البنك المركزي في أوكرانيا التي مزقتها الحرب.
من بين أبرز البيانات من خارج منطقة اليورو، سيركز تقرير عن أسعار المنازل السويدية يوم الخميس على بنك السويد المركزي، حيث يفكر في رفع سعر الفائدة مرة أخرى مع تقييم تداعيات ارتفاع تكاليف الإقراض على المستهلكين.
في الوقت نفسه، من المرجح أن يجذب التضخم بالمجر في اليوم نفسه، وفي النرويج يوم الجمعة، انتباه المستثمرين.
استمرار ارتفاع الأسعار في تركيا
في تركيا، من المرجح أن تكون وتيرة نمو أسعار المستهلكين قد واصلت ارتفاعها التصاعدي إلى أكثر من 80% في أغسطس/آب، بعد أن تحدى البنك المركزي جميع التوقعات وخفض سعر الفائدة الرئيسي في أغسطس/آب. ومن المقرر صدور تقرير التضخم يوم الإثنين.
كما أنه من المرجح أن تُظهِر بيانات جنوب إفريقيا يوم الثلاثاء، أن الاقتصاد انكمش بنسبة 0.9% في الربع الثاني، حيث أثرت الانقطاعات في التيار الكهربائي والفيضانات المدمرة بمقاطعة كوازولو ناتال الشرقية على الإنتاج.
من المتوقع أن يُظهِر التضخم المصري تسارعاً طفيفاً، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى إحراز تقدم في المحادثات مع صندوق النقد الدولي، وقد تتطلب هذه المحادثات مزيداً من المرونة في العملة وخفض قيمتها.
في روسيا، قد تُظهِر البيانات مزيداً من التراجع في ضغوط الأسعار قبل أسبوع من اجتماع السياسة النقدية التالي، حيث من المتوقع خفض سعر الفائدة مرة أخرى.
بينما في تشيلي، من المتوقع أن تقوم رئيسة البنك المركزي، روزانا كوستا، بتمديد دورة التضييق القياسية ورفع سعر الفائدة الرئيسي للاجتماع العاشر على التوالي، إلى 10.25% على الأقل.