كشف مسؤولان بارزان في سريلانكا، السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022، أن الحكومة وفرت مقراً رسمياً وأمنياً للرئيس المخلوع جوتابايا راجاباكسه، وذلك بعد عودته إلى البلاد التي فرّ منها في يوليو/تموز الماضي، إثر اضطرابات واحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية في البلد الآسيوي الفقير.
وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول أمني كبير قوله إن الرئيس السريلانكي المخلوع عاد إلى بلاده في الساعات الأولى من يوم السبت (بالتوقيت المحلي) بعد فراره منها.
وذكرت الوكالة أن الرئيس السابق التقى مجموعة من أعضاء الحزب الحاكم والنواب في المطار في وقت مبكر السبت، قبل نقله إلى مقر الإقامة الذي خصصته له الحكومة. بينما قال مسؤول كبير إن راجاباكسه لم يشر إلى خططه.
في 13 يوليو/تموز الماضي استقال راجاباكسه من منصبه بعد أن اقتحم محتجون غاضبون من أزمة اقتصادية طاحنة مكتبه ومقرّ إقامته. وكان قد فر إلى سنغافورة عبر جزر المالديف ثم أمضى الأسابيع القليلة الماضية في تايلاند.
وكانت مواقع أجنبية ذكرت أن راجاباكسه (73 عاماً) حينما وصل مطار العاصمة كولومبو كان بانتظاره وزراء وسياسيون يحملون أكاليل من الورود يترقبون نزوله من الطائرة.
في السياق، أفادت شبكة "بي بي سي" البريطانية، بأن عدداً من الوزراء (لم تسمهم) كانوا في استقبال راجاباكسا في المطار، كما نقلت الشبكة عن متحدث وزارة الدفاع السريلانكية (لم تسمه كذلك)، أن راجاباكسا "سيُمنح الحماية بوصفه رئيساً سابقاً"، وفق ما نقلته الأناضول.
كما نقلت الوكالة عن تقارير إعلامية محلية أن الحكومة حددت للرئيس السابق منزلاً وسط العاصمة كولومبو، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من جانب، آخر لم يصدر تعليق فوري عن المتحدث باسم حكومة سريلانكا ولا مكتب الرئيس، حول عودة راجاباكسه، حسب رويترز.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تخضع سريلانكا لحالة طوارئ عقب احتجاجات حاشدة أدت أخيراً إلى مغادرة راجاباكسا البلاد قبل 7 أسابيع، ليحل مكانه رانيل ويكرمسينغه، الذي أدى اليمين الدستورية رئيساً جديداً للبلاد.
وتعاني سريلانكا نقصاً حاداً في الغذاء والوقود والأدوية، في أسوأ أزمة منذ استقلالها عام 1948، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة وتحويلات المغتربين.
وبسبب نقص احتياطيات النقد الأجنبي بعد انهيار اقتصادها المعتمد على السياحة، تخلفت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة عن سداد جميع ديونها الخارجية.