أعلن الجيش الأمريكي، في تقرير، تعرُّض النساء في صفوفه إلى أعلى مستوى على الإطلاق من الاعتداءات الجنسية العام الماضي، فيما وصفته وزارة الدفاع "البنتاغون" الخميس، 1 سبتمبر/أيلول 2022، بأنه شيء مأساوي ومحبط ومدمر.
ويأتي كشف الجيش الأمريكي، الذي يواجه بالفعل صعوبات في تحقيق أهدافه فيما يتعلق بالتجنيد بعد حروب طويلة، بعد أشهر فقط من الإعلان عن إصلاحات جديدة لحل الأزمة، وصفها منتقدون بأنها بطيئة ومحدودة للغاية.
ووفقاً للجيش الأمريكي، فقد زادت بلاغات الاعتداءات الجنسية بنحو 13% في عام 2021 مقارنة بالعام السابق.
كما تشير التقديرات إلى أن 8.4% من النساء في الخدمة العسكرية تعرضن لشكل من أشكال الاتصال الجنسي غير المرغوب فيه بالسنة المالية لعام 2021، بينما تضاعف عدد الرجال تقريباً إلى 1.5%، وفقاً لمسح ورد في تقرير للبنتاغون نُشر الخميس.
وفي حين قال التقرير إن هذه النتائج لا يمكن وضعها في مقارنة على أسس علمية بالسنوات السابقة، بسبب تعديل موجة من الحكومة في أساليب القياس، إذ قال مسؤول كبير في البنتاغون إنه أعلى معدل اعتداءات جنسية للنساء منذ عام 2006، وثاني أعلى معدل بالنسبة للرجال.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، جعل من مكافحة الاعتداء الجنسي إحدى الأولويات القصوى منذ أيامه الأولى في البنتاغون، واصفاً إياها بـ"البلاء" داخل الجيش.
الأرقام محبطة للغاية
من جانبها، قالت إليزابيث فوستر، المديرة التنفيذية لإدارة تشمل ضمن اختصاصاتها مكافحة الاعتداءات الجنسية والتحرش والتنمر، للصحفيين إن "هذه الأرقام مأساوية ومحبطة للغاية على المستوى الفردي، ومن المدمر تصور أن هذه الأرقام تعني أن حياة ومهن أكثر من 35 ألف جندي قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه بسبب هذه الجرائم".
كما أظهر المسح أن معدل انتشار الاعتداءات الجنسية في سلاح مشاة البحرية بلغ 13.4% بين النساء في عام 2021، ارتفاعاً من نحو10.7%.
وقالت فوستر إن هذه النتائج تظهر "زيادة كبيرة في انتشار الاعتداء الجنسي في الجيش"، وأضافت: "النتائج هي تذكير مأساوي بالتحديات التي نواجهها والإصلاحات التاريخية التي لا تزال جارية، والتركيز على أحدث ما في أساليب الوقاية حتى نتمكن من تحقيق التغيير الأساسي الذي نحتاجه".
وقالت الدكتورة أشليا كلاهر، مديرة قسم أبحاث الصحة والمرونة بوزارة الدفاع: "لأن الأسئلة في الاستطلاع قد تغيّرت، لا يمكن إجراء المقارنة".
صفعة للجيش الأمريكي
ويُعد التقرير عن زيادة الاعتداءات الجنسية بمثابة صفعة للجيش الأمريكي، الذي يكافح بالفعل لتحقيق أهداف التجنيد.
وفي مذكرة صدرت في يوليو/تموز، أقرت وزيرة الجيش الأمريكي، كريستين ورموت، ورئيس الأركان الجنرال، جيمس ماكونفيل، أن القوات المسلحة قد تضم ما لا يقل عن 445000 جندي بحلول نهاية العام المقبل، وهو أقل بكثير من الهدف، وهو أكثر من 460.000.
يُذكر أن الكونغرس أجرى تعديلاً قانونياً بشأن التعامل مع قضايا الاعتداء الجنسي، حيث يتعين على القادة العسكريين الآن إحالة الشكاوى إلى محققين مستقلين، وهي خطوة سعى إليها كثيرون منذ فترة طويلة.