كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022، عن تفاصيل جديدة صادمة في قضية مقتل الطفلة السورية "جوى إستنبولي" البالغة من العمر 4 سنوات والتي أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً.
وقال المرصد السوري في بيان، إن مخابرات النظام السوري حرصت على التكتم على تفاصيل الجريمة الحقيقية وأظهرت قاتلاً مزيفاً للطفلة، يدعى مدين الأحمد، قبل أن يعلن أيضاً عن وفاته لاحقاً داخل مشفى "ابن النفيس" في العاصمة دمشق.
علاقة مع تاجر مخدرات
مصادر المرصد السوري أكدت أن والد الطفلة جوى المدعو "طارق إستنبولي" عنصر بأمن الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري والتي تنتشر حواجزها على الطرقات.
طارق كان قد تلقى مبلغاً كبيراً من تاجر المخدرات (م . بـ) الذي يعمل مع "حزب الله" اللبناني، لتمرير شحنة كبيرة من المواد المخدرة، إلا أن الشحنة تمت سرقتها من قبل مجهولين، بحسب زعم والد الطفلة.
تاجر المخدرات هدد من جانبه والد الطفلة "جوى" بعد رفض الأخير إعادة شحنة المخدرات أو المبلغ الذي تلقاه من الأول، فيما أكدت المصادر أن أحد أفراد جماعة تاجر المخدرات المدعو (م . بـ) خطف الطفلة "جوى" وكان مع والدها بمكالمة بالصوت والصورة وهو يقوم بقتلها بدم بارد، قبل أن يتم تهريب القاتل إلى لبنان بعد أن استخرج هوية تحمل اسم شخص آخر.
بعد أن أصبح مقتل الطفلة "جوى" قضية رأي عام ضمن مناطق النظام السوري، تدخل رأس النظام السوري وزوجته أسماء الأسد بشكل مباشر، لفبركة الجريمة، كي لا يفتضح ملف المخدرات وانتشارها في سوريا، حسبما قال المرصد.
النظام اتهم رجلاً من الحي
وفي 20 أغسطس/آب، أعلن النظام السوري عن إلقاء القبض على قاتل الطفلة جوى إستنبولي، بعد 5 أيام من العثور على جثتها في مدينة حمص، وقال إنه اعترف بجريمته بعد التحقيق معه، حيث كان يراقب أطفال الحي وهم يلعبون، واختطف الطفلة "جوى" إلى داخل المنزل ليقوم باغتصابها قبل أن يقتلها ويرمي جثتها في مكب نفايات قرب مقبرة تل النصر في حمص.
واختفت "جوى" طفلة الأربع سنوات من أمام منزلها بحي المهاجرين بمدينة حمص وسط سوريا، وشغل اختفاؤها مواقع التواصل التي ضجّت خوفاً عليها من التنكيل أو القتل، إلى أن أعلنت أجهزة الأمن العثور على الطفلة جوى إستنبولي مقتولة ومرمية في مكب نفايات قرب مقبرة تل النصر في حمص، وقالت وزارة الداخلية إنّ أسباب الوفاة ناجمة عن ضرب الرأس بآلة حادة.
تعد جريمة مقتل الطفلة "جوى" من إحدى أفظع الجرائم التي وقعت مؤخراً ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وتكتمت أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري على الفاعل الحقيقي، والأسباب التي تقف وراء تلك الجريمة البشعة، ونسبتها لشخص آخر يقطن ضمن الحي الذي تسكنه عائلة الطفلة "جوى".
حيث تناقلت وسائل الإعلام التابعة للنظام "التحقيقات مع القاتل المزعوم"، في حين تناقلت وسائل إعلام محلية أن المجرم المزعوم توفي أثناء إجراء عملية جراحية في مشفى "ابن النفيس" بالعاصمة دمشق.