أعلنت مجموعة "غازبروم" الروسية، الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022، توقف عمل خط أنابيب "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز، "بالكامل"، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل السبت إثر عملية الصيانة، وذلك بعد اتفاق وزراء مالية مجموعة السبع على وضع سقف لأسعار النفط الروسي، وهو ما نددت به موسكو.
وأفادت "غازبروم" الروسية في بيان، بأنها اكتشفت "تسرب زيت" في التوربين خلال عملية الصيانة، وقالت إنه "حتى إتمام الإصلاح، يعلَّق نقل الغاز عبر نورد ستريم بالكامل".
كان من المقرر أن تستأنف روسيا، السبت، إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم" بعد توقف جديد لثلاثة أيام أثار مخاوف في أوروبا، التي تبذل جهوداً مكثفة لتفادي أزمة طاقة هذا الشتاء.
وأكدت "غازبروم"، الجمعة، أنها اكتشفت هذه المشكلات التقنية خلال كشف فني تم مع ممثلين عن مجموعة سيمنز الألمانية التي صنعت التوربين، ونشرت على تطبيق تليغرام صورة تُظهر أسلاكاً محاطة بسائل داكن اللون.
كان الكرملين أعلن في وقت سابق من الجمعة، أنَّ عمل خط الأنابيب "مهدد" بفعل انقطاع في قِطع التبديل نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بعد هجومها على أوكرانيا.
ويتهم الأوروبيون الكرملين باستخدام الغاز وسيلة ضغط عليها، بسبب اعتمادها الكبير على مصدر الطاقة هذا، غير أن موسكو تنفي ذلك، مشيرة إلى مشكلات فنية ناتجة عن العقوبات أو تأخير في تسديد المستحقات.
تؤكد روسيا خصوصاً أن العقوبات تمنعها من استعادة التوربين الذي أرسل إلى كندا لإصلاحه، فيما تؤكد ألمانيا- حيث يفترض أن يكون التوربين مثبتاً- أن موسكو هي التي تعيق استعادة هذه القطعة الأساسية.
تحديد سعر النفط الروسي
يأتي ذلك في الوقت الذي اتفق فيه وزراء مالية مجموعة السبع، الجمعة، على وضع سقف لأسعار النفط الروسي، في خطوة تهدف إلى تقليص الإيرادات التي تمول حرب موسكو على أوكرانيا مع الإبقاء على تدفق الخام لتجنب ارتفاع الأسعار، لكن روسيا قالت إنها ستوقف المبيعات للدول التي تفرض هذا السقف.
وأكد وزراء نادي الديمقراطيات الصناعية الثرية التزامهم بالخطة بعد اجتماع عبر الإنترنت. لكنهم قالوا إن مستوى سقف الأسعار سيُحدد لاحقاً "بناء على مجموعة من المدخلات الفنية" التي سيتفق عليها تحالف الدول التي ستطبقه.
وقال وزراء مجموعة السبع: "نؤكد اليوم نيتنا السياسية المشتركة وضع اللمسات الأخيرة وتنفيذ حظر شامل للخدمات التي تمكن النقل البحري للنفط الخام والمنتجات البترولية الروسية المنشأ على مستوى العالم".
لن يُسمح بتوفير خدمات النقل البحري، ومن ضمنها التأمين والتمويل، إلا إذا تم شراء شحنات النفط الروسية عند مستوى السعر "الذي يحدده التحالف الواسع للدول الملتزمة بسقف السعر وتطبيقه" أو أقل منه.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية للصحفيين، إن التحالف سيضع سعراً محدداً بالدولار للخام الروسي وسعرين آخرين للمنتجات البترولية- وليس تخفيضات على أسعار السوق العالمية- على أن يعاد النظر في مستوى السعر حسب الحاجة.
أما وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، وهو الرئيس الحالي لوزراء مالية مجموعة السبع، فقال: "هذا الحد الأقصى لأسعار صادرات النفط الروسية، الغرض منه تقليص عوائد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وإغلاق مصدر مهم لتمويل حرب العدوان. في الوقت نفسه، نريد كبح ارتفاع أسعار الطاقة العالمية. سيقلل هذا من التضخم على مستوى العالم".
سارع الكرملين بالرد على بيان مجموعة السبع، فقال إنه سيتوقف عن بيع النفط للدول التي تطبق سقف الأسعار، مضيفاً أن ذلك سيزعزع استقرار أسواق النفط العالمية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: "ببساطة لن نتعاون معهم بشأن مبادئ لا تحتكم إلى آليات السوق".
وأوضح مسؤول وزارة الخزانة الأمريكية أن روسيا لن يكون أمامها خيار سوى بيع النفط بأسعار مخفضة تماشياً مع السقف، لأن الهند والصين ودولاً أخرى خارج التحالف ستظل ترغب في شراء النفط بأرخص سعر.
وقال مصدر كبير في مجموعة السبع عن الجهود المبذولة لضم دول أخرى إلى التحالف: "تلقينا إشارات إيجابية من دول أخرى، لكن لا توجد التزامات مؤكدة حتى الآن. أردنا أن نرسل إشارة وحدة تجاه روسيا وكذلك دول مثل الصين".
وتتكون مجموعة السبع من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
وقال الوزراء إنهم سيسعون إلى تشكيل تحالف أوسع من الدول المستوردة للنفط لشراء الخام والمنتجات البترولية الروسية بالسعر المتفق عليه أو أقل منه، وسيدعونها إلى المساهمة في الخطة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي، إنه على الرغم من تراجع حجم صادرات النفط الروسية، فقد زادت عوائد صادراتها من الخام في يونيو/حزيران بمقدار 700 مليون دولار مقارنة بشهر مايو/أيار، بسبب ارتفاع الأسعار على خلفية حربها في أوكرانيا.