قدمت جمعية الأعمال الهندية في الولايات المتحدة اعتذارها عن جلبها جرافة إلى موكبٍ للاحتفال بعيد استقلال الهند، في خطوة اعتُبرت تباهياً بالإجراءات القمعية التي تقوم بها السلطات في نيودلهي ضد المسلمين، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة.
وقد طالت الانتقادات الحفل الذي أقامته الجمعية في بلدةٍ بولاية نيوجيرسي بمنتصف أغسطس/آب 2022، بحسب ما قاله موقع The Middle East Eye البريطاني الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022.
يأتي اعتذار جمعية الأعمال الهندية بعد أيام من إعلان المنظمة أنها لن تعتذر عن الحادث؛ لأنها "لم ترتكب أي خطأ".
اعتذار علني
في خطاب موجه إلى عمدتي البلدتين اللتين شهدتا مرور الموكب مع الجرافة، ذكر رئيس جمعية الأعمال الهندية، شنادراكانت باتيل، أنه كان يكتب "لتقديم خالص اعتذاره من جوانب محددة في موكب عيد استقلال الهند لعام 2022، انعكست بصورة سلبية على منظمتنا وأساءت إلى مجموعات الأقليات من الهنود الأمريكيين، لاسيما المسلمين، القادمين من المنطقة المحلية".
ذكر الخطاب الموجه إلى عمدة بلدة إديسون، ساميب جوشي، وعمدة بلدة وودبريدج، جون ماكورماك: "للأسف كانت هناك جرافة بين الحشود في الموكب، وهي صورة مثيرة للانقسام ولا تعكس رسالتنا".
أضاف الخطاب: "الموكب يجب أن يكون -وكان دائماً- احتفالاً بتراثنا الهندي، والشمول والتنوع بين العديد من دياناتنا وثقافاتنا المختلفة. لا يجب أبداً أن يكون موكبنا متعلقاً بالسياسة، ولا يجب أن يتضمن هذه الرموز الانقسامية الصارخة".
أعرب الهنود المسلمون حول البلاد عن غضبهم خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب لقطات الفيديو التي أظهرت انضمام جرافة إلى المسيرة التي تحتفل بعيد استقلال الهند الخامس والسبعين.
رمز للظلم والاعتداءات
من جهته، امتدح المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في نيوجيرسي، صلاح الدين مكسوت، عمدة وودبريدج؛ "لأخذ هموم المسلمين على محمل الجد، ومطالبة جمعية الأعمال الهندية بالتقدم باعتذار علني".
قال مسكوت في بيان: "الجرافة رمز التخويف ودعم قمع الأقليات في الهند. إن هذه الرموز البغيضة لا مكان لها في شوارعنا".
أضاف: "ندرك أن اعتذار جمعية الأعمال الهندية يقر بالخطأ الذي ارتكبوه، وهو خطوة ضرورية نحو التأكد من أن المواكب المستقبلية تمثل الجالية الهندية، التي تضم المسلمين والمسيحيين والداليت والقبليين".
فيما وصفت الناشطة الهندية الأمريكية المسلمة سناء قطب الدين، الاعتذار بأنه "مبشر"، لكنها أضافت أن "الوقت وحده هو ما سيثبت التأثير الذي سيحمله على الأفعال المستقبلية للمنظمة".
كما وصفت أودري تروشك، مؤرخة تاريخ جنوب آسيا التي تستقر في نيوجيرسي، خطاب الاعتذار بأنه "لحظة ذات أهمية".
قالت أودري إن مجموعةً مرتبطةً بمنظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج القومية الهندوسية "اضطرت إلى الاعتذار على المظهر البغيض المعادي للمسلمين. ذلك شيء كبير. لسنا إلا في بداية تعريف الجمهور بكراهية (أيديولوجية) هندوتفا في نيوجيرسي. فلنبدأ العمل".