حزب الله: تشكيل الحكومة أولاً، وباسيل يضع شروطه.. صراع الفرقاء يُعسّر عملية انتخاب رئيس جديد للبنان

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/30 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/22 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
الرئيس اللبناني ميشال عون مع حليفه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله/رويترز

3 أيّام تفصل لبنان عن موعد بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل وجود تحدي تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة تصريف الأعمال، التي يترأسها نجيب ميقاتي.

وتتعامل كل القوى السياسية في لبنان مع ملف الرئيس الجديد على أنه موضوع مؤجل، في ظل خلاف على اسم المرشح، بالإضافة الشروط التي وضعتها قوى أمام تشكيل الحكومة الجديدة.

تحركات حزب الله

كشفت مصادر حكومية رفيعة لـ"عربي بوست" أن هناك هجوماً مستمراً بين رئاستي الجمهورية والحكومة، بالإضافة إلى المواقف العالية النبرة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والتهديد بالنزول للشارع.

مقابل ذلك، وفي الكواليس، هناك حركة نشيطة يقودها حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بهدف الاتفاق على الحقائب والأسماء، وإدخال تعديلات محدودة على الحكومة الحاليّة، بعد مطالب الرئيس تعيين صهره جبران باسيل، ومستشاره سليم جريصاتي وزراء في الحكومة المقبلة.

مطالب الرئيس، حسب مصادر "عربي بوست" ترفضها كل الأطراف، بمن فيهم حلفاء عون وباسيل، وفي حال توقف السجال بعدها ستكون الحكومة بعد توقيع عون على مرسوم تشكيلها، أمام مجلس النواب لنيل الثقة قبل نهاية الولاية الرئاسية.

وبحسب المصدر فإن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا التقى كلاً من ميقاتي وباسيل بغية التوصل لاتفاق من أجل ولادة الحكومة الجديدة.

وبحسب المصدر الحكومي فإن صفا نقل لميقاتي وباسيل رسالة من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بكون الفراغ الرئاسي في لبنان قد يستمرّ لفترة طويلة.

وأضاف المصدر نفسه أن نصر الله أخبر ميقاتي وباسيل بكون جهود الحزب في الأيام القادمة ستنصب على تسهيل ولادة الحكومة، التي في حال ولدت قبيل رحيل عون فإن أمامها مهام جسيمة.

ومن بين الملفات التي قال نصر الله التي يجب على الحكومة المقبلة معالجتها، خطة التعافي، وترسيم الحدود، والتفرغ لحل أزمات القطاع العام، في ظلّ غياب رئيس الجمهورية. 

الكاتبة السياسية اللبنانية، هيام القصيفي قالت إن دخول حزب الله على خط تحريك الملف الحكومي، لا يُقدم أو يُؤخر في مساره في التعاطي مع ملفات الداخل، وما يتعلق بالترسيم.

وأضافت المتحدثة في تصريح لـ"عربي بوست" أن الحزب يذهب بهدوء نحو الفراغ المتوقّع بحكومة كاملة تخفّف التوتر القائم، لكنه يأخذ وقته.

وعلى عكس ذلك، وحسب المتحدثة فإن تحركات رئيس البرلمان نبيه بري، يفرمل من خلالها انطلاقة للحكومة ولا يستعجل الذهاب إليها مبكراً، تماماً كما الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

فحزب الله وبري، تقول المحللة السياسية، لا يضيرهما بعد الانتخابات النيابية وحصانة موقع الرئاسة الثانية، أن ينصرفا عن الرئاسة الأولى والثالثة، فيما القوى السنية والمسيحية منشغلة في معالجة الثغرات المتعلقة بتشكيل حكومة افعلية وإجراء حتمي لانتخابات رئاسة الجمهورية.

حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (رويترز)
حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (رويترز)

حسابات باسيل ومأزق ميقاتي 

في إطار آخر يرى المحلل السياسي، منير الربيع أنه لا يمكن لأي طرف مسيحي أن يمنح ميقاتي الغطاء في الوقت الحالي. وهناك حملة يحضّر التيار الوطني الحر لشنّها في الفترة المقبلة، لممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس المكلف.

لذا يرى الربيع أن ميقاتي في حال حرج سياسي ودستوري، سياسياً وبالمعنى الطائفي بعدم قدرته على التعطيل، أو الوقوف في وجه المسيحيين، ودستورياً بعدم تمكنه من تسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية ما بقيت حكومته حكومة تصريف أعمال.

ويعتقد الربيع أنه لم يعد لدى ميقاتي سوى خيار أساسي: تشكيل حكومة بشروط رئيس الجمهورية، وقد تخلى ميقاتي عن تسمية وزيرين جديدين، بدلاً من وزيري الاقتصاد والمهجرين.

لكن هناك في أوساط رئيس الجمهورية من يصر على توسيع الحكومة، وإضافة 6 وزراء دولة من الصف السياسي، لإدارة مرحلة الفراغ. 

وأشار المتحدث إلى أن ميقاتي يرى أن من غير المقبول من الرئيس المكلف وأطراف عدة أخرى توسعة الحكومة، وميقاتي في لقائه الأخير مع عون حاول إبقاء الحكومة على حالها، ولكن التيار الوطني الحر يرفض ذلك.

في إطار متصل يشير الصحفي والكاتب السياسي طارق ترشيشي أن ميقاتي أثبت حتى الآن أنه ليس وارداً تشكيل حكومة من هذا النوع، أي إضافة 6 وزراء دولة سياسيين.

ميقاتي، حسب تصريح لـ"عربي بوست" لم يؤيد فكرة الحكومة الثلاثينية منذ أن طرحها رئيس الجمهورية، ولذلك هو ينتظر الآن تسمية عون لوزيري الاقتصاد والمهجرين، وإذا ارتأى عون تسمية اسم ثالث بدلاً من أي وزير من وزراء التيار الوطني الحر في الحكومة، فإنه لن يمانع في ذلك.

ويرى ترشيشي أن ميقاتي لا يؤيد تعيين وزراء دولة سياسيين؛ لأنه يشعر أنّه خلف هذا الأمر محاولة لتقويض حكومته تحت عنوان "التوازن السياسي".

باسيل يشترط توسيع الحكومة (Getty images)
باسيل يشترط توسيع الحكومة (Getty images)

هذا التوازن، يقول المتحدث سيكون باباً لخلافات ومناكفات داخل الحكومة، خلفيتها الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً إذا طال عمرها وتأخّر انتخاب رئيس الجمهورية الجديد طويلاً.

وفي هذا المجال يعتقد ترشيشي أن باسيل لا يرى ضيراً في تأخر انتخاب الرئيس، مراهناً على ولادة ظروف داخلية وخارجية تعيد فتح الطريق أمامه للترشح شخصياً لرئاسة الجمهورية.

وإذا تعذر ذلك، حسب المتحدث، عليه أن يبادر إلى ترشيح شخصية تواليه منطلقاً من كونه يملك كتلة نيابية مسيحية كبيرة.

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد