شهدت العاصمة العراقية بغداد، في وقت متأخر من مساء الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، اشتباكات عنيفة تزامناً مع دويّ صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية إثر سقوط قذيفة في محيطها، بحسب وسائل إعلام محلية، وذلك بعد ساعات من احتشاد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عقب إعلانه اعتزال العمل السياسي.
في السياق، نقل موقع "السومرية" عن مصدر أمني (لم يسمه) قوله، إن الاشتباكات (لم تحدد أطرافها) "مستمرة بالمنطقة الخضراء وسط بغداد"، مضيفاً أنه تم تفعيل صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية نتيجة سقوط قذيفة هاون في محيط السفارة.
فيما أفاد موقع "بغداد اليوم" الإخباري، بإصابة رئيس أركان قيادة الشرطة الاتحادية وأحد مرافقيه بجروح خلال الاشتباكات.
من جانب آخر، قُتل 13 شخصاً فيما أصيب 350 آخرون في حصيلة جديدة لضحايا اشتباكات متواصلة وسط بغداد، حسب الأناضول، في أجواء من الفوضى الأمنية وسط بغداد ومحافظات أخرى، منذ أن أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً.
مقتدى الصدر يدعو لإنهاء العنف
وفي وقت متأخر من مساء الإثنين، أعلن رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة، حسن العذاري، في تغريدة، أن مقتدى الصدر "أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح".
كما قال زعيم "تحالف الفتح" هادي العامري، في بيان: "ندعو إلى التهدئة، وأناشد أبنائي من كل الأطراف التوقف عن استخدام السلاح، فالسلاح ليس حلاً، ولا يوجد حل بين الإخوة إلا بالحوار والتفاهم".
وأشاد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في تغريدة، بدعوة كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس "تحالف الفتح"، أحد مكونات تحالف "الإطار التنسيقي"، هادي العامري، إلى إيقاف العنف في البلاد.
الأزمة السياسية في العراق
يشار إلى أن مقتدى الصدر اقترح، السبت 27 أغسطس/آب الحالي، تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة السياسية الممتدة منذ 10 أشهر، لكن دون استجابة من بقية القوى العراقية.
والإثنين، أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي، ورفضاً لهذا الإعلان اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد، ثم أطلقت قوات الأمن النار بكثافة وأبعدتهم عن محيط القصر.
تزامن ذلك مع اشتباكات اندلعت بين أنصار مقتدى الصدر وجماعات مدعومة من إيران في العاصمة بغداد، تخللها إطلاق رصاص في الهواء، وسماع دوي إطلاق نار كثيف من قلب عناصر الأمن، حسب وكالة رويترز.
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً ما زال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.