حذّرت شركة شاي عملاقة، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، من أنَّ المصريين قد يواجهون نقصاً في إمدادات الشاي في مصر خلال أقل من شهر، إذا لم تُفرِج البنوك عن الدولار الأمريكي اللازم لصفقات الاستيراد، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
قدّمت شركة "الفتح" للصناعات الغذائية، التي تعمل في تعبئة وبيع شاي "العروسة" الشهير، شكوى رسمية لمجلس الوزراء المصري، تحذره من أنَّ المصريين لن يجدوا الشاي في محلات البقالة قريباً، لأنَّ المخزونات في الصوامع تنفد.
أزمة استيراد الشاي في مصر
حسب الموقع البريطاني، يوجد نحو 6 آلاف طن من شاي العروسة في الموانئ المصرية منذ ما يقرب من شهر، لكن مع عدم وجود أموال أجنبية لدفع ثمنها لم تتمكن الشركة من تخليص شحنتها.
فيما حذرت شركة "الفتح" من أنَّ التأخير الكبير في تخليص واردات الشاي في مصر سيُلحِق الضرر بالحمولة، ويؤدي إلى فرض عقوبات على شركات الشحن.
يوم الأحد 28 أغسطس/آب، ضغطت الشركة على الوزراء، بمن فيهم وزير التموين علي المصيلحي؛ لمطالبة البنوك بالإفراج عن الدولار الأمريكي، حتى تتمكن شركات الشاي من دفع تكاليف صفقات الاستيراد.
كما طالبت شركة "الفتح" المؤسسات المالية؛ ومنها البنك الأهلي وبنك الإسكندرية وبنك قطر الوطني والبنك التجاري الدولي، بتقديم دولارات أمريكية لضمان واردات الشاي.
بينما انخفضت احتياطيات مصر من العملات الأجنبية، في يوليو/تموز، إلى حوالي 33.143 مليار دولار، بينما تتراجع قيمة الجنيه المصري، ويُتوقّع أن يسجل رقماً قياسياً أمام الدولار.
كما حذّر بعض الاقتصاديين المصريين من أنَّ البلاد قد تواجه انخفاضاً في الاحتياطي النقدي إلى مستوى لن يُغطي ثلاثة أشهر من الواردات، في الوقت الذي يواصل فيه المصريون مواجهة التضخم وارتفاع فواتير الطاقة، التي تفاقمت منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط.
الشاي في مصر "مزاج المواطنين"
يعتبر الشاي في مصر أحد أهم السلع الأساسية، إذ يستهلك المصريون منه ما قيمته 5 مليارات جنيه مصري سنوياً (260 مليون دولار)، وفقاً لتقديرات رسمية.
لن يصل شاي العروسة، المشهور بأنه "مزاج المصريين"، والمُحفوظ اسمه في الأغاني والثقافة، إلى أرفف الأسواق إذا لم تستطِع الحكومة تجاوز عقباتها المالية.
بينما قال موقع "ميدل إيست آي" إن صحفاً محلية حُذِّرَت من عواقب استخدام عناوين مثل "مزاج المصريين في خطر"، بينما ينتشر هاشتاغ "شاي العروسة" على الشبكات الاجتماعية منذ ظهور الخبر، فيما حذر مُعلّق معروف من أنَّ "شاي العروسة خط أحمر".
كما قالت "الفتح" إنها قد تصل إلى نقطة لا تستطيع فيها دفع رواتب 5000 عامل ومهندس وكيميائي وإداري إذا استمرت الأزمة. وحثت الحكومة على التدخل للمساعدة، قائلة إنَّ الشاي سلعة أساسية مثل القمح.
تستورد مصر 60% من الشاي الذي تستهلكه، وجاءت 84% من واردات الشاي لعام 2020 من كينيا، بقيمة إجمالية 167 مليون دولار. كما استوردت مصر 4.8% من الشاي من سريلانكا و2.19% من الإمارات العربية المتحدة في العام نفسه.
فيما احتلت مصر المرتبة السابعة عالمياً في معدل استهلاك الشاي للفرد في عام 2016، بينما احتلت تركيا المرتبة الأولى. وفي عام 2018، وصل الاستهلاك العالمي من الشاي والقهوة إلى نحو 273 مليار لتر، وفقاً للجنة الشاي الدولية. وفي عام 2020، استوردت مصر ما مجموعه 195.6 مليون دولار من الشاي.