حذَّر مؤسس "هواوي" من مستقبل صادم لشركة التقنية في وثيقة داخلية مسربة، إذ قال إن الشركة إذا كانت ترغب في النجاة على مدار السنوات الثلاث المقبلة، فعليها أن تتجه إلى مزيد من إقالة الموظفين وسحب الاستثمارات، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 27 أغسطس/آب 2022.
وقال رين تشينغ فاي لفريق هواوي: "سيُمثل العقد المقبل فترةً تاريخية مؤلمة للغاية، بالتزامن مع استمرار تراجع الاقتصاد العالمي"، مُشيراً إلى الجائحة، وتأثير الحرب الأوكرانية، و"الحصار المستمر" من الولايات المتحدة لبعض الشركات الصينية.
تابع رين قائلاً: "يجب أن تخفض هواوي توقعاتها مفرطة التفاؤل للمستقبل، ويجب أن تصبح النجاة هي المبدأ التوجيهي الأكثر أهمية حتى 2023 أو 2025. ولا ينبغي أن ننجو فقط، بل يجب أن ننجو بكل أناقة".
تعمل هواوي، التي تُعتبر أكبر شركة صينية عادةً، على إدارة الانخفاضات الكبيرة في الإيرادات والأرباح. إذ تراجعت الإيرادات بنسبة 14% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بينما تقلّص هامش الربح الصافي من 11.1% العام الماضي، إلى 4.3% فقط خلال الربع الأول من العام الجاري.
وكانت الشركة في محور التوترات الأمريكية-الصينية، التي شهدت حظر واشنطن وبعض الدول الغربية دخول هواوي إلى أسواقها بحجة مخاوف الأمن القومي. كما مُنِعَت الشركة من شراء بعض التقنيات الأجنبية كذلك.
مذكرة أثارت الخوف
انتشرت مذكرة رين على نطاقٍ واسع في الشبكات الاجتماعية الصينية، حيث شاركها وناقشها أكثر من 100 مليون شخص، وأعرب بعضهم عن مخاوفه مما ستعنيه بالنسبة للأشخاص العاديين والشركات الصغيرة إذا كانت شركةٌ بحجم هواوي تُرسل تحذيرات من هذا النوع.
وألقى العديدون باللوم على الولايات المتحدة، حيث كتب أحد المعلقين أنَّ توسُّع هواوي "انتهى فجأةً تحت وطأة القمع الأمريكي المسعور".
فيما قال لينغاو باو، المحلل في Trivium China، إن الاقتصاد العالمي يمر بحالة سيئة ومن الطبيعي أن تسعى الشركات لتخفيض النفقات في فترات الركود. لكنه أضاف: "برزت كلمات رين تشينغ فاي أكثر من غيرها بسبب طريقة قولها. إذ بدا كأنه في حالة ذعر".
بينما قال الأستاذ ستيف تسانغ، مدير الدراسات الشرقية والإفريقية في China Institute، إن رين يتمتع بمكانةٍ تسمح له بأن يتحدث بحريةٍ أكبر من غيره. ولهذا يجب التعامل مع كلماته بجدية.
أضاف تسانغ: "عندما يعترف شخصٌ مثل رين بحجم الورطة التي تواجهها شركة وطنية كبرى مثل هواوي نتيجة العقوبات الأمريكية، فهذا يُشير إلى أن الاقتصاد الصيني الأكبر أصبح عرضةً للخطر أيضاً. لكنه لا يستطيع قول ذلك صراحةً، لأنه يفوق رتبته كما يقولون، وشي جين بينغ هو الذي يحق له تقرير كيفية التطرق لهذه المسألة. لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان شي سيتمتع بنفس براغماتية ورؤية رين لتقديم طرحٍ فعال بقدر ما طرحه رين عن هواوي أم لا".