استدعى المغرب، مساء الجمعة 26 أغسطس/آب 2022، سفيره لدى تونس للتشاور، بعد أن استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، قائدَ جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية.
حيث قال المغرب إن قرار تونس دعوة قائد جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لحضور قمة تنموية يابانية حول إفريقيا تستضيفها تونس مطلع الأسبوع، أضر بشدة بمشاعر الشعب المغربي.
كما اتخذ المغرب قراراً بإلغاء مشاركته في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بإفريقيا "التيكاد 8″، المنعقد في تونس بين 27 و28 أغسطس/آب 2022، بسبب مشاركة ممثل البوليساريو.
واعتبرت المملكة المغربية أن ما صدر عن الجمهورية التونسية "موقف عدائي ومنحاز".
وتقترح الرباط حكماً ذاتياً موسعاً بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
الصحراء مقياس للعلاقات
كان العاهل المغربي، محمد السادس، قد قال السبت 20 أغسطس/آب 2022، إن "ملف إقليم الصحراء هو المعيار الذي يقيس به المغرب صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"، وذلك في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة "الملك والشعب".
كما قال الملك المغربي في خطابه: "ننتظر من الدول التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء أن توضح مواقفها بشكل لا يقبل التأويل"، مشيراً إلى أن العديد من الدول "عبرت عن تقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل".
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو.
كما أشار العاهل المغربي إلى التحول الذي شهدته مدريد، قائلاً: "نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا، التي تعرف جيداً أصل هذا النزاع وحقيقته".
وأوضح أن "الموقف الإيجابي لإسبانيا أسس لمرحلة جديدة من الشراكة لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية".