نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الجمعة 26 أغسطس /آب 2022، أن جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تطرق في مذكراته التي نشرها تحت عنوان "breaking History" للأزمة الخليجية بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.
حيث قال كوشنر في مذكراته: "كنت أخطط لزيارة قطر وأميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في اليوم التالي. لذا قبل انتهاء اجتماعي مع محمد بن سلمان، سألته عما إذا كان قد أحرز أي تقدم مع قطر، والتي كانت محور الحصار الذي تقوده السعودية لأكثر من ثلاث سنوات.. قال محمد بن سلمان إنهم أعدوا مقترحاً سيرسلونه إلى القطريين عبر الكويت، التي كانت تعمل كوسيط لهم".
كوشنر يكشف كواليس الوساطة بين قطر والسعودية
مستشار ترامب قال كذلك في مذكراته: "قلت (لمحمد بن سلمان) سأسافر إلى قطر صباح الغد لرؤية الشيخ تميم.. يمكنني إحضار العرض معي وحفظ الطابع البريدي لك (توفير الوقت). قال محمد بن سلمان إنه سيفعل ذلك قبل أن أصعد على متن الطائرة.. طرحت سؤالًا آخر: إذا كان يريد التحدث، فهل ستكون منفتحاً على إجراء مكالمة معه (يقصد الشيخ تميم بن حمد؟) دون تردد، أشار محمد بن سلمان إلى أنه سيكون كذلك. هو معجب بالأمير تميم. وأراد حل المسألة والمضي قدماً".
كوشنر ذكر أيضاً في مذكراته حسبما نشرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "في اليوم التالي، قبل أن نصعد على متن طائرتنا، استقبلنا فيصل على المدرج بعلبة من التمر السعودي كهدية وسلمني ظرفاً يحتوي على عرض سعودي لقطر.. عند وصولي إلى قطر، توجهت أنا وآفي وبريان هوك والجنرال كوريا إلى القصر للقاء الأمير تميم والعديد من مستشاريه الموثوق بهم. بدأت علاقتنا بشروط صعبة بسبب اقتراح تيلرسون غير الدقيق بأنني مسؤول عن الخلاف الخليجي. لقد تحسنت بشكل مطرد على مر السنين حيث التقينا وانخرطنا في حوارات استراتيجية. عندما شاركت معه خطة السلام من أجل الازدهار الاقتصادي، توقع الأمير تميم أننا كنا نركز على الخطة: إذا حققنا السلام في المنطقة، فإن الانفجار في النشاط الاقتصادي سيكون أكبر مما كنا نتخيله".
تفاصيل اقتراح محمد بن سلمان
فيما استطرد كوشنر قائلاً: "قلت (للأمير تميم بن حمد) لدي اقتراح من محمد بن سلمان.. اطلعت عليه مع فريقي، ورغم أنه ليس مثالياً، أعتقد أنها بداية جيدة.. قال الأمير تميم إنهم إذا قاموا بحل الخلاف، فلن تكون الورقة مهمة. المهم هو نية المملكة العربية السعودية. لقد استثمرت قطر وقتاً طويلاً في محاولة الوصول إلى حل وسط، لكن يبدو أنها لم تحرز أي تقدم.. سألني عما إذا كنت أعتقد أن السعوديين مستعدون حقاً لحل النزاع؟.. قلت ليس الجميع. لكن محمد بن سلمان جاهز. عليك أن تثق بي عندما أقول إنني أعتقد أنه يريد حقاً حلها".
كوشنر قال كذلك: "سلمت الوثيقة إلى الأمير تميم، وبدأ في قراءتها.. بعد أن ناقشنا بعض القضايا العالقة، سألته عما إذا كان مستعداً لإجراء مكالمة سريعة مع محمد بن سلمان للاستماع مباشرة من ولي العهد السعودي حول صدق هذا العرض. كان الأمير تميم متردداً، وذكرني أن المكالمة الأخيرة بينهما كانت لطيفة، لكن بعد ذلك أصبحت إشكالية عندما نشر كلا البلدين ملخصات متضاربة للمكالمة، مما أدى إلى زيادة التوترات. وأضاف أنه حتى إذا كان لديهم مكالمة جيدة، فسيحتاجون إلى إصلاح العملية المعطلة والتوصل إلى آلية جديدة للوصول إلى حل..".
إنشاء قناة تواصل
في حين ذكر أيضاً كوشنر: "اقترحت إنشاء قناة اتصال بين وزير خارجيته الماهر الشيخ محمد بن عبد الرحمن ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان. يمكنني العمل مع وزير خارجية الكويت، الدكتور أحمد، للتوسط في المناقشات.. سأل الأمير تميم عما إذا كان السعوديون سيوافقون على اقتراحي.. إذا وضعنا جانباً كل الإجراءات الشكلية لوجودي في قصر الأمير، فقد أخذت صفحة من كتابي القديم في إبرام الصفقات التجارية: دعني أسأله. هل لديك غرفة اجتماعات يمكنني استخدامها للاتصال بـ MBS (محمد بن سلمان)؟".
كوشنر تابع: "أطلعني مساعده على غرفة الاجتماعات المجاورة. سرعان ما كنت على الهاتف مع محمد بن سلمان، وأطلعه على حديثي مع الأمير تميم. أكد لي محمد بن سلمان أنه إذا كان الأمير تميم صادقاً في رغبته في حل الخلاف، فسوف يقابله أكثر من نصف الطريق.. سألت هل أنتم منفتحون على إنشاء قناة بين الأمير خالد والشيخ محمد، والتي أود أن أتوسط فيها شخصياً، لمحاولة حل القضايا العالقة في الوثائق؟ وافق محمد بن سلمان على الفور.. قلت هل تمانع في الانتظار لمدة دقيقة واحدة؟ سلمت الهاتف إلى آفي، الذي كان محمد بن سلمان يستمتع دائماً بالحديث معه، وسرت في الردهة القصيرة إلى مكتب الأمير تميم.. قلت: لقد وافق محمد بن سلمان على القناة كطريقة لحل القضايا المفتوحة.. معي على الهاتف.. أعتقد أنه سيساعد في بناء الثقة، لك أن تسمع من بعضكما البعض. هل أنت على استعداد للتحدث معه؟.. ثم وافق".
في كواليس التفاهم حول المفاوضات، كتب كوشنر كذلك: "عدت إلى غرفة الاجتماعات.. (انتظر ثانية واحدة. سأجمعك مع الأمير تميم. إنه مستعد للتحدث).. دخلت مكتب الأمير تميم ووضعت الهاتف على مكبر الصوت. استقبل الأمير تميم محمد بن سلمان باللغة العربية، وتحدث الزعيمان لمدة عشر دقائق تقريباً بينما كان الجميع في الغرفة يستمعون".
أضاف كوشنر: "لم أتحدث العربية بطلاقة، وقفت بعصبية، محاولاً قراءة تعابير وجه الأمير تميم ومستشاريه، حيث لم يكن لدي أي فكرة عما كانوا يقولون. عندما أغلق تميم الخط، توقف للحظة لينظر إلى الهاتف ثم سلمه إليّ. كانت الغرفة صامتة.. كسرت الصمت وسألت هل كانت تلك مكالمة جيدة أم سيئة؟ انفجر الجميع في ضحك.. شكرني تميم وقال إنها كانت مكالمة رائعة وإنه منفتح على استئناف المحادثات إذا تمكنوا من إحراز تقدم. وأعرب عن حزنه؛ لأن الخلاف أدى إلى الكثير من المرارة بين مواطني بلدانهم..".