جاسوسة روسية تخترق دوائر الناتو.. تحقيق استقصائي يكشف هويتها، وكيف توغلت في مالطا

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/26 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/26 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لعمليات التجسس/ I stock

كشف تحقيق، أجراه عدد من الشركاء الإعلاميين، أن جاسوسةً روسية كانت صديقةً لضباطٍ أمريكيين، وآخرين من حلف الناتو في نابولي، وعاشت في مالطا لفترةٍ من الزمن، بحسب صحيفة Malta Today المالطية، الجمعة، 26 أغسطس/آب 2022.

التحقيق الذي استمر 10 أشهر وأجراه موقع Bellingcat للصحافة الاستقصائية، ومجلة Der Spiegel الألمانية، وصحيفة La Repubblica الإيطالية، وموقع The Insider الأمريكي، كشف الهوية الحقيقية لجاسوسة روسية شقت طريقها إلى دوائر الناتو في إيطاليا حتى عام 2018.

الصحيفة المالطية، أشارت إلى أن المرأة، التي تحمل الاسم المستعار، ماريا أديلا كوهفيلدت ريفيرا، كانت أرملةً وادَّعت أنها مصممة مجوهرات ناجحة ذات حياة شخصية فوضوية. 

وبقليل من التفاصيل من القصة بأكملها، يبدو أن ماريا أديلا عاشت في مالطا مع صديقها بين عامي 2009 و2011، إذ كشف التحقيق أن الهوية الحقيقية لـ"ماريا أديلا" هي أولغا كولوبوفا، وكانت عميلة للاستخبارات العسكرية الروسية. 

وسلطت الصحيفة الضوء على تورُّط عملاء الاستخبارات العسكرية الروسية في تسميم المعارض الروسي سيرجي سكريبال وابنته في سالزبوري بالمملكة المتحدة عام 2018.

وعلى أثر ذلك، فقد أجرى موقع Bellingcat تحقيقاً معمقاً في الهوية الحقيقية للمشتبه بهم في حادث تسمم سالزبوري؛ ليكشف أن الرجلين كانا في الواقع عميلين استخباراتيَّين روسيَّين.

كان ذلك التحقيق عام 2018 هو الذي قدَّم المعلومات الأولية عن الكشف الأخير، الذي كشف النقاب عن ماريا أديلا. 

وينتمي جواز السفر الروسي المحلي الصادر إلى ماريا أديلا إلى مجموعة كانت الاستخبارات العسكرية الروسية قد أصدرتها لستة جواسيس روس آخرين على الأقل. 

مالطا 

أجرى الشركاء الإعلاميون مقابلات مع العديد من الأشخاص الذين صادقوا ماريا أديلا، وكان من بينهم مارسيل دارسي سميث، المحرر السابق للإصدار البريطاني من مجلة Cosmopolitan الأمريكية. 

لدى دارسي سميث إقامة في مالطا، وأصبح صديقاً مقرباً لـ"ماريا أديلا"، التي التقت به أثناء تناول المشروبات في مالطا في صيف 2010. 

ووفقاً لدارسي سميث، عاشت ماريا أديلا في مالطا مع صديقها آنذاك، لكنها انتقلت في مرحلة ما إلى أوستيا، بالقرب من روما، لتلقي دروس في علم الأحجار الكريمة. حاولت ماريا جاهدة الحصول على جواز سفر ألماني، استناداً إلى أن والدها ألماني، حسبما قال دارسي سميث، لكن العملية توقفت بعد أن فقدت ماريا أديلا اهتمامها فجأة. 

تُظهِر صورةً، التُقِطَت عام 2010، ماريا أديلا في مأدبة عشاء مع دارسي سميث وضيفين مجهولين في مالطا.

حياة شخصية مثيرة

استناداً إلى مقابلات مع أربعة أشخاص صادقتهم ماريا أديلا على مدى عقد من الزمان، أخبرت أولئك الذين قابلتهم قصةً جعلتها طفلة محببة لأب ألماني وأم بيروفية، وولدت في كاياو، في بيرو. سافرت والدتها العازبة معها في صغرها إلى الاتحاد السوفييتي عام 1980 لحضور الألعاب الأولمبية في موسكو. ومع ذلك، تلقت والدتها رسالة طارئة من بيرو تطلب منها العودة إلى الوطن بصورةٍ عاجلة -وتركت ماريا أديلا الصغيرة في رعاية عائلة سوفييتية كانت على ما يبدو صديقة لها. 

لم تعد والدتها قط، ونشأت ماريا أديلا في روسيا، ولديها علاقة صعبة مع كل من والدتها بالتبني ووالدها، الذي -كما قالت للناس- أساء إليها في سنوات طفولتها. 

مصممة المجوهرات 

في نابولي بلغت مسيرة ماريا أديلا كجاسوسة روسية غير شرعية ذروتها. أصبحت لاعباً أساسياً في المشهد الاجتماعي المحلي، وفتحت متجراً للمجوهرات والأغراض الفاخرة، ثم حولته فيما بعد إلى نادٍ عصري يتردد عليه المجتمع المحلي الراقي، وفي النهاية أصبحت سكرتيرة لمنظمة Lion's Club الخيرية التي حضرها إليها أيضاً أعضاءٌ من مركز قيادة الناتو في نابولي. 

ورغم ادعاء أنها مصممة مجوهرات، فإن العناصر التي تسوقها ماريا أديلا كانت في الواقع مجوهرات رخيصة اشترتها من تجَّار الجملة الصينيين. 

ليس من الواضح ما إذا كانت ماريا أديلا قد تمكنت من الوصول إلى مكاتب الناتو، وما المعلومات التي ربما حصلت عليها من "أصدقائها" ذوي العلاقات الجيدة. 

تحميل المزيد