تشهد أطراف العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام تحشيدات عسكرية لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وفق مصدر عسكري.
حيث تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
انتشار ميليشيا مسلحة في طرابلس
في حين شهدت المناطق الجنوبية للعاصمة، طرابلس، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، انتشار وتوزيع قوات عسكرية تتبع لحكومة الدبيبة؛ تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل كتائب مسلحة تتبع لحكومة باشاغا.
من جانبه، قال مصدر عسكري تابع لحكومة الدبيبة للأناضول، مفضلاً عدم نشر اسمه، إن "هذا الانتشار جاء بناء على الاجتماع الذي تم خلال اليومين الماضيين وجمع رئيس الأركان محمد الحداد وعدداً من الكتائب المسلحة بالمنطقة الغربية".
أضاف المصدر ذاته أن "الكتائب والتشكيلات المسلحة التي بدأت فعلياً في الانتشار في أغلب الأحياء الجنوبية للعاصمة هدفها هو حماية المدنيين".
تأتي هذه التحركات بعد يومين من توجيه باشاغا خطاباً إلى الدبيبة، طالبه فيه بتسليم السلطة. واعتبر مراقبون أن طلب باشاغا هو تمهيد لدخول العاصمة، خاصة مع انتشار كتائب مسلحة تتبع للمنطقة العسكرية الغربية، موالية لحكومته.
تهديدات بإشعال الحرب
في المقابل، رد الدبيبة على باشاغا عبر "فيسبوك" قائلاً: "إلى وزير الداخلية الأسبق (باشاغا)، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين".
في حين أثار الخلاف بين حكومتي الدبيبة وباشاغا المخاوف من تحوله لحرب، خاصة في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس، حيث سبق أن وقعت اشتباكات بين قوات موالية للحكومتين 16 مايو/أيار 2022 بعد دخول باشاغا للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة، الخميس، أنها "تراقب بقلق بالغ" التطورات الجارية في ليبيا، وطالبت كافة الأطراف المعنية بأن تضع مصالح الشعب الليبي في الحسبان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك؛ رداً على سؤال حول موقف أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من مطالبة رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، الأربعاء، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بتسليم السلطة، فيما دعاه الأخير إلى "ترك الأوهام والاستعداد للانتخابات".
تعليقاً على ذلك، قال دوجاريك: "نحن نراقب بقلق بالغ التطورات التي تحدث في ليبيا، بما في ذلك حشد القوات والتهديدات باللجوء إلى استخدام القوة من أجل منافع سياسية". وأضاف: "من المهم للغاية ألا يكون هناك تصعيد على هذه الجبهة، وأن تضع الأطراف المعنية في حسبانها مصالح الشعب الليبي".
كما تابع: "أعتقد أن هذه المصالح تشمل إحلال السلام، لا أحد يريد للوضع أن يعود إلى الوراء". وأكد دوجاريك أن "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، منخرطة الآن مع كافة الأطراف لتحقيق هذا الغرض".