صرّح ممثل عن جمعية الأعمال الهندية، لموقع Middle East Eye، بأنَّ المنظمة ترفض إصدار اعتذار عن إحضار جرافة إلى موكب عيد استقلال الهند في وقت سابق من شهر أغسطس/آب 2022، في قصة سلطت الضوء على الدور المتزايد للقومية الهندوسية في السياسة الأمريكية.
ففي حديث على هامش اجتماع مجلس البلدة الذي امتد لأربع ساعات في بلدة إديسون، في ولاية نيوجيرسي، مساء الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022، قال رئيس جمعية الأعمال الهندية، شنادراكانت باتيل، لموقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 26 اغسطس/آب 2022 إنَّ منظمته لن تعتذر عن الحادث؛ "لأنها لم ترتكب أي خطأ".
الجرافة رمز للكراهية في الهند
كذلك فقد قال باتيل: "هذه شكوى متحيزة.. الجرافة تمثل فقط هدم المباني غير القانونية على الأراضي الحكومية (في الهند)".
على مدى السنوات القليلة الماضية، صارت الجرافات تمثل رمزاً للكراهية في الهند، في ظل نزعة استخدام السلطات الآلات لهدم منازل النشطاء المسلمين بحجة عدم قانونية المباني، وقد وصفت كل من الأمم المتحدة والعديد من مجموعات حقوق الإنسان الدولية هذه الممارسات بأنها فعل عقاب جماعي.
في حين أن تعليقات باتيل ليست سوى أحدث حلقة في قصة بدأت في 14 أغسطس/آب 2022 عندما سار مئات من الهنود الأمريكيين في شوارع إديسون للاحتفال بعيد استقلال الهند الخامس والسبعين.
حيث أحضر منظمو الموكب أيضاً جرافة مزينة بملصقات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ويوغي أديتياناث، وهو سياسي مُحرِّض على معاداة الإسلام في الهند -المعروف باسم "أبو البلدوزر"- التي جالت شوارع المدينة ضمن المسيرة.
انزعاج المسلمين في الهند
في المقابل، أعرب المسلمون الهنود عن انزعاج شديد من أنَّ جمعية الأعمال الهندية، المشتبه بها بالفعل في أنها تحمل مشاعر قومية هندوسية، ستجلب رموز الكراهية هذه إلى أعتاب منازلهم في إديسون. وبالمثل، طالبت منظمات مثل المجلس الهندي الأمريكي المسلم ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية والهندوس لحقوق الإنسان باتخاذ إجراءات ضد جمعية الأعمال الهندية.
حيث قال ناشط مسلم، طلب عدم الكشف عن هويته: "باسم استعراض في الهند، يستعرضون أيديولوجية هندوتفا العنصرية في شوارع إديسون"، وعلى الرغم من أنَّ الجدل حول الجرافة قد هيمن على الأخبار المحلية ومجموعات واتساب خلال الأسبوع الماضي، فإنه حتماً سلّط الضوء على تأثير القومية الهندوسية في السياسة المحلية.
يُذكر أنه في اجتماع المجلس يوم الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022، اندلعت التوترات، واتهم العديد من السكان عضو مجلس بلدة إديسون أجاي باتيل بتضارب المصالح؛ نظراً لأنه كان أيضاً نائب رئيس جمعية الأعمال الهندية.
إذ قال الأسقف نيكولاوس براون، في خطاب أمام المجلس، يوم الأربعاء 24 أغسطس/آب: "هل يمكن أن يكون الشخص الوحيد الذي لم يدِن الفعل، هو نائب رئيس جمعية الأعمال الهندية؟".
فيما ردَّد ساكن آخر من البلدة، يُدعى توني ديباسكوال، المشاعر ذاتها: "كان ينبغي عليه ألا يقول شيئاً أو كان ينبغي أن يكون جزءاً من الحل، لكن بدلاً من ذلك، قلّل من مشاعر الناس".
اجتماع الجالية الهندية
في حين حضر العديد من القوميين الهندوس وممثلون ووكلاء عن جمعية الأعمال الهندية اجتماع يوم الأربعاء، ودافعوا عن إدراج الجرافة في المسيرة، واصفين إياها بأنها رمز "القانون والنظام" في الهند، وجادلوا بأنَّ شكاوى المسلمين الهنود لا أساس لها ولا تحترم الحكومة الهندية وكذلك الهندوسية.
بينما قال سكان آخرون إنهم وجدوا القضية محيرة؛ حيث قال أحد السكان ويدعى نيك: "انظر إلى أهداف جمعية الأعمال الهندية على موقعها الإلكتروني؛ وهي تقول: حماية الحقوق المدنية للأمريكيين الهنود ومجتمعات الأقليات الأخرى. لكن لا يبدو أنَّ هذا هو ما يحدث".
منذ أصبح ناريندرا مودي رئيساً لوزراء الهند في عام 2014، أفادت جماعات حقوق الإنسان بتزايد الانتهاكات ضد الأقليات، بما في ذلك المسلمون والمسيحيون.
كذلك ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في عام 2021، فإنَّ الحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا هو الحزب الأكثر شعبية بين الأمريكيين الهنود، ويؤيد ما يقرب من 50% منهم أداء رئيس الوزراء الهندي مودي.