أعادت السلطات الهندية إعادة اعتقال تي.رجا سينغ، النائب البرلماني في حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "الحاكم"، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، بعد يومين من الإفراج عنه؛ على خلفية تصريحات مسيئة للنبي الكريم محمد، مما أثار احتجاجات غاضبة من قبل المسلمين في الهند.
وألقت الشرطة في مدينة حيدر آباد جنوبي الهند القبض على سينغ، والذي شغل منصب نائب برلماني عن ولاية تيلانجانا الجنوبية- وعاصمتها حيد آباد-، بسبب خطاب الكراهية ضد المسلمين، والذي حُظر بسببه على فيس بوك قبل عامين، حسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.
في بيان نشرته شرطة مدينة حيدر آباد على فيس بوك، قالت إنها ألقت القبض مجدداً على سينغ، بناء على أوامر مفوض الشرطة، بعد نشر مقطع فيديو الإثنين 22 من الشهر الجاري، ظهر فيه وهو يدلي بتصريحات مسيئة ضد الرسول.
تعليق عضوية سينغ في حزب مودي
يُذكر أن حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "الحاكم" في البلاد، أعلن الثلاثاء 23 أغسطس/آب، تعليق عضوية سينغ، وذلك بعد ساعات من اعتقاله للاشتباه "بإثارته العداء باسم الدين"، ثم الإفراج عنه من قبل الشرطة.
وقال أوم باثاك المسؤول بالحزب، الذي أصدر أمر تعليق عضوية سينغ لرويترز: "تم تعليق عضويته بسبب تعبيره عن آراء مخالفة لمعتقدات الحزب. لا يؤمن الحزب بانتقاد أي دين".
في السياق، ذكر محام عن النائب في برلمان ولاية تيلانجانا بجنوب الهند – في ذلك الوقت- أن الشرطة الهندية اعتقلته ثم أفرجت عنه فيما بعد محكمة في حيدر آباد، بعد أن طالبت جماعات إسلامية باعتقاله بسبب تعليقات له عن النبي محمد.
تصريحات أثارت غضب المسلمين
وتداولت وسائل إعلام هندية، الإثنين 22 أغسطس/آب، مقطع فيديو قيل إنه للنائب البرلماني المذكور يسيء للنبي محمد، مما أثار غضب ملايين المسلمين في الهند الذين يشكلون نحو 13% من السكان، بينما خرج المئات في تظاهرات؛ احتجاجاً على تلك التصريحات المسيئة.
وتم القبض على سينغ، عضو حزب بهاراتيا جاناتا في المجلس التشريعي للولاية، صباح الثلاثاء 23 أغسطس/آب، لكن في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، خرج سينغ من السجن؛ بعد أن منحته محكمة محلية الحكم بالإفراج عنه بكفالة.
وتسبب الإفراج عنه في البداية بتأجيج الاحتجاجات في البلاد لا سيما في حيدر آباد، حيث أكد عبد القادر ساني، مسؤول محلي في حيدر آباد لوكالة الأناضول، أن الاحتجاجات تجددت بعد إطلاق سراح عضو حزب بهاراتيا جاناتا، مشدداً على أنها ظلت محتفظة بـ"السلمية".
ويأتي اعتقاله مجدداً، الخميس، بعد نحو شهرين من وقف حزب بهاراتيا جاناتا للمتحدثة باسمه بسبب تصريحات لها عن النبي أثارت ردود فعل دبلوماسية عنيفة ضد الهند.
أزمة الإساءة إلى النبي في الهند
ومطلع يونيو/حزيران نشر مسؤول في الحزب، نافين جيندال، عبر تويتر تغريدة مثيرة للجدل حول زواج الرسول الكريم، مما أثار ردود فعل دولية في العالم الإسلامي.
وتوالت ردود فعل في عدد من الدول الإسلامية على الإساءة للرسول، حيث أعلنت كل من الخارجية السعودية، والإماراتية استنكارهما للتصريحات الهندية، ورفضهما المساس برموز الدين الإسلامي.
فيما استدعت كل من الكويت وقطر سفيري الهند لديهما، وأدان الأزهر الشريف التصريحات، وبدأت حملة لمقاطعة البضائع الهندية في الكويت رداً على الإساءة للرسول.
وسعت الحكومة الهندية إلى تهدئة الأجواء في ظل انتقادات داخلية ودولية، حيث، أعلن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، تعليق عمل المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما، وطرد زميلها نافين كومار جيندال، المسؤول عن وحدة الحزب الإعلامية.
واعتبر الحزب الهندي أن "آراءهما مخالفة لموقف الحزب". وقال حزب "مودي" الذي يُتهم باستمرار باستهداف الأقلية المسلمة في البلاد، إنه "يحترم جميع الأديان".