قالت الحكومة الأمريكية، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، إنها ستعلق 26 رحلة جوية متجهة إلى الصين من الولايات المتحدة تابعة لأربع شركات صينية، وذلك رداً على قرار الحكومة الصينية تعليق بعض رحلات شركات الطيران الأمريكية بسبب إصابات كوفيد-19.
القرار الأمريكي شمل رحلات جوية تسيرها شركات شيامن، والخطوط الجوية الصينية (إير تشاينا)، وخطوط جنوب الصين الجوية، وخطوط شرق الصين الجوية، وذلك بدءاً من 5 سبتمبر/أيلول المقبل وحتى 28 من الشهر نفسه.
في السياق، أشارت وزارة النقل الأمريكية إلى أن بكين ألغت رحلات لشركة الخطوط الجوية الأمريكية (أمريكان إيرلاينز)، ودلتا إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز بسبب الإصابات بكوفيد-19.
نائبة جمهورية في تايوان
يأتي إعلان واشنطن تزامناً مع وصول السيناتور الأمريكية مارشا بلاكبيرن إلى تايوان، الخميس، والتي تشهد توتراً متصاعداً على الحدود مع الصين، في ثاني زيارة يقوم بها أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى تايبيه، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري.
ووصلت بلاكبيرن، وهي عضو في الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى تايبيه في وقت متأخر من يوم الخميس، بعد زيارة جزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة.
كانت النائبة الأمريكية قد كشفت في وقت سابق الشهر الجاري، عن اعتزامها إجراء زيارة إلى تايوان، رغم التوتر الذي صاحب رئيسة المجلس بيولسي مؤخراً.
من جانبها، قالت بلاكبيرن عبر تويتر: "يجب أن نقف إلى جانب تايوان"، وأشادت بعدم خضوع بيلوسي إلى سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن أو للحزب الشيوعي الصيني.
وشددت الإدارة الأمريكية حينها على أن زيارة بيلوسي لا تعكس سياسات بايدن، وأنه قرار شخصي لرئيسة مجلس النواب.
أزمة زيارة بيلوسي والتصعيد الصيني
يشار إلى أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أجرت زيارة إلى تايوان، 2 أغسطس/آب الجاري، في زيارة لأعلى مسؤول أمريكي إلى الجزيرة منذ عام 1997، وفي وقت حساس بالنسبة للرئيس شي جين بينغ، الذي يستعد للترشح لولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي القادم.
وتسببت الزيارة بردة فعل غاضبة من الصين، حيث قالت وزارة خارجيتها إن نهاية الزيارة لن تكون "جيدة"، كما أضافت: "إذا أصرت واشنطن على اتباع النهج الخاطئ فيجب أن تكون مسؤولة عن أي عواقب خطيرة".
وبعد مرور نحو أسبوع على زيارة بيلوسي قام أعضاء آخرون بمجلس النواب الأمريكي بزيارة تايوان، ورد الجيش الصيني بإجراء المزيد من التدريبات قرب الجزيرة.
مناورات عسكرية صينية
رداً على الزيارة الأمريكية، أطلق الجيش الصيني في 4 أغسطس/آب مناورات عسكرية بمحيط تايوان، وُصفت بأنها أكبر مناورة تنظمها البلاد على الإطلاق، فيما قالت القيادة العسكرية في شرق الصين، آنذاك، إنها نفذت نيراناً بعيدة المدى في ضربات دقيقة على مناطق محددة في الجزء الشرقي من مضيق تايوان في إطار تدريبات مخطط لها.
في المقابل، نشرت تايوان أنظمة صواريخ لتتبع نشاط القوات الجوية الصينية، فيما ظلت سفن البحرية التايوانية متأهبة في خط الوسط الفاصل بين الجارتين لمراقبة نشاط البحرية الصينية.
وأواخر يوليو/تموز المنصرم حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره الأمريكي جو بايدن من "اللعب بالنار" بما يخص قضية تايوان، وذلك خلال اتصال هاتفي "صريح"، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية.
وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة"، وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
وتشهد العلاقات بين بكين وتايوان توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين "الجمهورية الصينية" في الجزيرة.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية وترفض أية محاولات لفصلها عنها، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.