علماء يهود “يواجهون” إسرائيل! طالبوا بمحاسبتها على جرائمها ووقف استخدام “معاداة السامية” سلاحاً لحمايتها

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/25 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/25 الساعة 15:57 بتوقيت غرينتش
صواريخ الاحتلال الإسرائيلي دمرت الكثير من المباني في غزة/ رويترز

وقَّع عشرات العلماء اليهود من جميع أنحاء العالم عريضةً، يحثون فيها الدول الأعضاء على مساندة الأمم المتحدة في التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مطالبين بالتوقف عن استخدام "معاداة السامية" سلاحاً لحماية دولة الاحتلال، بحسب ما نشر موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 25 أغسطس/آب 2022.

تأتي الرسالة التي وقَّع عليها العلماء بعد أن تعرَّض مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، لحملة هجومٍ من منظمات إسرائيلية، اتهمت المجلس بالتحيُّز ومعاداة السامية في تحقيقاته بشأن إسرائيل.

تقول الرسالة: "استثمر المدافعون عن السياسات اليمينية، من مجموعات يهودية وغير يهودية، جهداً وموارد هائلة في السنوات الأخيرة لوصمِ أي نقد مشروع لإسرائيل أو محاولةٍ لتحميل إسرائيل المسؤولية عن انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، بأنه سلوك معادٍ للسامية في نفسه".

جاءت الضغوط الأخيرة على المجلس التابع للأمم المتحدة بعد أن أجرى المفوض، ميلون كوثرَي، لقاءً وبَّخ فيه إسرائيل لعدم تعاونها مع التحقيقات الجارية بشأن انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، وقال إنه إذا أرادت إسرائيل أن تكون جزءاً من الأمم المتحدة، فعليها الالتزام بقواعدها.

وأضاف كوثري في لقائه مع موقع Mondoweiss الإلكتروني: "سأتجاوز ذلك لأقول إنه من الوجاهة السؤال عن سبب كونهم أعضاء في الأمم المتحدة، فالحكومة الإسرائيلية لا تحترم التزامات الانتماء إلى الأمم المتحدة، بل إنها في واقع الأمر تعمد منهجياً على نحو مباشر أو مستعينةً بالولايات المتحدة، إلى محاولة تقويض آليات الأمم المتحدة".

احتجاج أمريكي وإسرائيلي

احتج معارضون للتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة، وعلى رأسهم إسرائيل والولايات المتحدة، على التصريحات التي أدلى بها كوثري، ووصفوها بأنها دليل على التحيز الواضح للهيئة الأممية، وذهبت إحدى المنظمات الموالية لإسرائيل إلى حد اتهام كوثري بأنه شكَّك في حق إسرائيل في الوجود، وأنه معادٍ للسامية، وقد نفى كوثري تلك الاتهامات.

واجه كوثري منذ مدة قريبة اتهامات بمعاداة السامية، بعد زعمه أن وسائل التواصل الاجتماعي "يسيطر اللوبي اليهودي على كثير منها"، واعتذر كوثري لاحقاً عن تصريحاته، وقال إن الكلمات التي اختارها "لم تكن مناسبة، ولا في محلها، وافتقرت إلى الحساسية اللازمة".

لكن الموقعين على الرسالة يقولون إن إسرائيل والمنظمات الموالية لها يستغلون تصريحات المفوض للطعن في وجاهة التحقيق وتشويهه بادعاءات معاداة السامية.

حيث قال إين لوستيك، البروفيسور في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، "لقد وقعت على الرسالة لأنني أعترض بشدة على الممارسات التي تستخدمها المنظمات المدافعة عن إسرائيل والحكومة الإسرائيلية مراراً لتجنُّب المناقشة الموضوعية للقضايا الحقيقية، والهجوم على منتقدي السياسات الإسرائيلية".

وقالت أتاليا عمر، البروفيسور في قسم الدين ودراسات الصراع والسلام في جامعة نوتردام الأمريكية، إن "الاتهام بمعاداة السامية أصبح وسيلة تساعد وتعزز إفلات إسرائيل من العقاب. يجب أن ننبذ هذه التهمة، خاصة إذا كانت تستخدم للطعن في تحقيق تجريه الأمم المتحدة في عنف الدولة الإسرائيلية".

وأضافت أتاليا: "الرسالة مهمة؛ لأنها توضح مرة أخرى أن كثيراً من العلماء والمفكرين اليهود يرفضون استخدام الاتهام بمعاداة السامية سلاحاً تتنصَّل به إسرائيل من المسؤولية عن سياساتها وأفعالها، ولا يمنع ذلك من الإقرار بأن معاداة السامية ظاهرة حقيقية".

كان المقرر الخاص للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة قدَّم في وقت سابق من هذا العام تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلص فيه إلى أن معاملة إسرائيل للفلسطينيين جديرة بأن توصف بأنها سياسات فصل عنصري.

تحميل المزيد