يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس 25 أغسطس/آب 2022، بالجزائر في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، جاءت بعد توتر دفع الجزائر لسحب سفيرها من باريس.
هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.
"عربي بوست" خرج إلى وسط العاصمة الجزائر يستقصي آراء الجزائريين في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر.
ماذا يقول الجزائريون؟
انقسم الجزائريون بين مرحب بزيارة الرئيس الفرنسي لبلدهم، لما لها من دور سياسي ودبلوماسي، في الوقت الذي رأى فيه البعض الآخر أن الرئيس الفرنسي غير مرحب به في الجزائر.
وقال أحد الشبان الذين تحدثوا لـ"عربي بوست" عن زيارة إيمانويل ماكرون: "أنا ضد زيارة الرئيس الفرنسي، ليس ماكرون فقط أي واحد من فرنسا أنا ضد قدومه للجزائر".
وأضاف المتحدث: "أجدادنا ربونا على كره فرنسا، فهي العدو الأول للجزائر، قتلت أجدادنا وعذبتهم وتعدت على حرمتنا، وفيما بعد يأتي رئيسهم وكأن شيئاً لم يكن".
وعلى عكس ذلك، رأت إحدى المواطنات الجزائريات التي التقاها "عربي بوست" وسط العاصمة الجزائرية، أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي لبلادها مرحب بها.
وقالت المواطنة الجزائرية في حديثها لـ"عربي بوست": "أنا لا أعارض، أي رئيس يمكنه زيارة الجزائر؛ لأننا بلد مستقل من سنوات، ورئيسنا يقوم بواجبه على أكمل وجه".
فرنسا عدوة الجزائر
اعتبر مجموعة من الجزائريين الذين التقاهم "عربي بوست" أن فرنسا هي العدو التاريخي والحالي للجزائر، وزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لن يُغير شيئاً.
وقال أحد المتحدثين لـ"عربي بوست": "فرنسا سرقت ثروات الجزائر وبتروله.. المكان الذي أقف فيه الآن مدفون فيه أجدادنا الذين واجهوا أجداد ماكرون".
في الوقت الذي يرى أحد الجزائريين أن "زيارة ماكرون مهمة ليعرف الرئيس الفرنسي أن الجزائر اليوم ليست كالماضي، ليرى أن الجزائري لن يرحب به، ولن يطلب منه تأشيرة، يجب أن يأتي ليرى ما يجب أن يراه ويسمع الذي يجب أن يسمعه".
زيارة ماكرون للجزائر.. انفراجة
يتوقع المحلل السياسي فاتح بن حمو أن تذيب زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر الجليد بين البلدين، خاصة على المستوى الاقتصادي.
وتوقع بن حمو الذي تحدث لـ"عربي بوست" أن تقدم باريس تنازلات للجزائر في ملفي الذاكرة والهجرة مقابل ملف الطاقة الذي باتت الجزائر تحسن استغلاله جيداً في ظل الأزمة الطاقوية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
ومن خلال الرسائل والمكالمات المتبادلة بين تبون وماكرون خلال الأشهر الماضية يتبين أن الرئيسين يتطلعان لإعادة الدفء إلى العلاقات الثنائية، حسب المحلل السياسي عينه.
ويعتقد بن حمو أن باريس بحاجة إلى الجزائر، والعكس صحيح في الوقت الراهن، فالجزائر تسعى لتأمين احتياجاتها من القمح واللحوم بعد قطع علاقاتها التجارية مع إسبانيا، وباريس بحاجة إلى الجزائر بعد غلق الروس صنبور الغاز تدريجياً.