انتقدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، "الضغوط الهائلة" التي تتعرض لها بشأن نشر تقرير حول وضع حقوق الإنسان في إقليم شينجيانج بالصين، والذي يقطنه سكان أقلية الإيغور في البلاد.
إذ تعهدت ميشيل باشيليت بنشر التقرير الذي طال انتظاره بشأن وضع حقوق الإنسان في الإقليم، رغم بقاء ستة أيام فقط لها في المنصب، تحتاج فيها لإنجاز المهمة.
وأكدت ميشيل باشيليت، في معرض التحدث في جنيف، قبل أقل من أسبوع من انتهاء ولايتها، على تلقيها خطاباً من نحو 40 حكومة، تسعى إلى منعها من نشر تقرير بشأن أوضاع الإيغور وغيرهم من الأقليات في الإقليم، ولم تسمِّ أي دولة.
وقالت: "لقد تعرضت لضغط هائل للنشر أو لعدم النشر. ولكنني لن أنشر أو أمتنع عن النشر تحت أي ضغط من هذا القبيل".
كما أضافت أن مكتبها يعمل على النشر بحلول نهاية أغسطس/آب، مثلما هو مخطط. وجرى تأجيل النشر العام الماضي بعدما أصدرت الصين دعوة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان للزيارة بعد سنوات من التفاوض.
لكن عدم وجود التزام قوي من قبل رئيسة تشيلي السابقة ميشيل باشيليت في مؤتمرها الصحفي الأخير أثار انتقادات إضافية من منظمات المجتمع المدني، التي تتهمها بالتساهل مع الصين منذ زيارتها للدولة الآسيوية، في مايو/ أيار.
ويجري العمل على التقرير منذ ثلاث سنوات، وتم التعهد بإصداره منذ شهور، لكنه لم يُنشر لأسباب غير واضحة.
إذ قالت باشيليت: "نحاول جاهدين أن نفعل ما تعهدت به"، في إشارة إلى تعهدها بنشر التقرير قبل نهاية ولايتها، في 31 أغسطس/آب الجاري.
ورداً على سؤال حول سبب عدم إصدار التقرير، قالت باشيليت إنها بحاجة إلى وقت لدمج المعلومات الجديدة التي حصلت عليها من زيارتها، ومراجعة المعطيات المقدمة من الصين لمحتوى التقرير.
وتتهم جماعات حقوقية بكين بارتكاب انتهاكات ضد الإيغور، وهم أقلية عرقية مسلمة يبلغ عدد أبنائها نحو عشرة ملايين نسمة في منطقة شينجيانغ الغربية، بما يشمل إجبارهم بشكل جماعي على العمل القسري في معسكرات الاعتقال. وتتهم الولايات المتحدة الصين بارتكاب إبادة جماعية.
واشنطن تتهم بكين بنشر معلومات مضللة حول الإيغور
يأتي ذلك فيما رصد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية أدلة موثقة على قيام الصين بنشر معلومات مضللة حول قمع الأقليات المسلمة الإيغور في مقاطعة شينجيانغ، وباستخدام جيش سيبراني كبير وشبكة من الدبلوماسيين من أجل ما سمّاه التقرير "التلاعب والسيطرة" على الرأي العام العالمي، للتصدي للانتقادات حول قمع تلك الأقليات.
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تغريدة، عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن بكين تحاول تقويض المناقشات حول الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ضد الإيغور والأقليات الدينية الأخرى.
تقرير الخارجية الأمريكية ذكر أن سياسات بكين ضد الإيغور ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهي عبارات لها تداعيات وتبعات في القانون الدولي. فيما تقول الحكومة الصينية إن الاتهامات الأمريكية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان لأقلية الإيغور ملفقة.
كما أشار التقرير الذي أصدرته الخارجية الأمريكية، الأربعاء 24 أغسطس/آب، إلى أن الصين توظف مليوني شخص للعمل على ترويج الدعاية الصينية لقمع الروايات التي تعرض تفاصيل الفظائع التي ترتكبها السلطات الصينية في مقاطعة شينجيانغ.
وفي وقت سابق، سلطت وثائق مسربة منسوبة إلى الشرطة الصينية، بينها آلاف الصور لمعتقلين، بمن فيهم نساء وقصر ومسنون، الأضواء على وضع المسلمين الإيغور في شينجيانغ.
ونشرت هذه الوثائق مجموعة من 14 وسيلة إعلام عالمية بينها صحيفة "لوموند" الفرنسية، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويشكل الإيغور نحو معظم سكان شينجيانغ، البالغ عددهم 26 مليون نسمة، وفقاً لـ"فرانس برس".