أمر قاضٍ مكسيكي، الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022، بإحالة المدّعي العام السابق للبلاد، خيسوس موريو-كرم، إلى المحاكمة بتهمة الضلوع في اختفاء 43 طالباً في العام 2014، بينما تتهم المكسيك إسرائيل بحماية مسؤول كبير متهم في القضية.
وكالة الأنباء الفرنسية أوضحت أنه في ختام جلسة استماع قال مجلس القضاء الفيدرالي، في بيان، إنّ موريو-كرم الذي أشرف على إجراء تحقيق مثير للجدل في هذه القضية، سيحاكم بتهم عدة تشمل الاختفاء القسري والتعذيب وعرقلة سير العدالة.
كان القضاء المكسيكي أمر، السبت الماضي، بوضع موريو-كرم في الحبس الاحتياطي غداة توقيفه في إطار التحقيق في قضية اختفاء 43 طالباً إثر مغادرتهم جامعتهم في أيوتزينابا (جنوب) في 2014.
اختفاء مثير للجدل في المكسيك
موريو-كرم الذي كان مدعياً عامّاً في عهد الرئيس السابق إنريكي بينيا نييتو (2012-2018) قاد تحقيقاً أولياً مثيراً للجدل في حالات الاختفاء هذه. كما أنه كان قيادياً كبيراً في الحزب الثوري المؤسسي الذي حكم المكسيك 71 عاماً بلا انقطاع حتى العام 2000.
كما موريو-كرم هو أكبر مسؤول يتمّ توقيفه وإحالته للمحاكمة حتى الآن في إطار هذه التحقيقات التي أعيد إطلاقها من الصفر بعد وصول الرئيس اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى السلطة في 2019.
الأسبوع الماضي أصدرت النيابة العامة أوامر بتوقيف 64 شرطياً وعسكرياً، إضافة إلى 14 عضواً في عصابة تهريب المخدرات "غيريروس اونيدوس"، في إطار تحقيقاتها في هذه القضية.
تتعلّق القضية بمجموعة من طلاب مدرسة تدريب المعلمين في أيوتزينابا في ولاية غيهيرو (جنوب) توجّهوا ليل 26 إلى 27 أيلول/سبتمبر إلى مدينة إيغوالا القريبة، لكي يستقلّوا حافلات للذهاب إلى مكسيكو للمشاركة في تظاهرة.
حيث كشف التحقيق أنّ الشرطة اعتقلت 43 فتى من هؤلاء في إطار قضية مرتبطة بعصابة "غيريرو اونيدوس"، ثم أطلقت النار عليهم وأحرقت جثثهم في مكبّ نفايات لأسباب ما زالت غير واضحة. ولم يتمّ التعرف سوى على رفات ثلاثة منهم.
بينما أفاد تقرير رسمي لـ"لجنة الحقيقة في أيوتزينابا" التي شكّلها الرئيس لوبيز أوبرادور، بأنّ عسكريين مكسيكيين يتحمّلون جزءاً من المسؤولية في هذه الجريمة التي تعدّ واحدة من أسوأ حالات انتهاكات حقوق الإنسان في المكسيك حيث يوجد حوالي 100 ألف مفقود.
إسرائيل "تحمي" مطلوباً في القضية
من جهة أخرى، انتقد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، لما وصفه بحمايتها لمسؤول سابق كبير مطلوب في المكسيك بتهمة التلاعب في تحقيق في اختفاء 43 طالباً في 2014، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ حثت المكسيك إسرائيل العام الماضي على تسهيل تسليم توماس زيرون، الرئيس السابق لوكالة التحقيقات الجنائية المكسيكية، الذي يقول مسؤولون مكسيكيون إنه فر إلى إسرائيل في عام 2020 هرباً من تحقيق في تعامله مع قضية الطلاب المفقودين.
قال الرئيس لوبيز أوبرادور في مؤتمر صحفي: "اسمحوا لي أن أغتنم الفرصة لإرسال رسالة تذكير محترمة إلى حكومة إسرائيل. لا يجوز حماية أناس بهذه الطريقة".
أضاف الرئيس المكسيكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بعث برسالة يتعهد فيها بالتعاون، لكنه لم يتخذ أي إجراء آخر بعد. وقال لوبيز أوبرادور: "لقد مر وقت طويل". ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على الفور على طلب للتعليق.
سبق أن اتهمت السلطات المكسيكية زيرون بزرع أدلة لدعم رواية الحكومة السابقة بشأن ما حدث بعد خطف الطلاب، والذي وصفه مسؤولون الأسبوع الماضي بأنه "جريمة دولة" تسترت عليها أعلى المستويات الحكومية في ذلك الوقت.