حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، 24 أغسطس/آب 2022، شعبه مما أسماه "التحول الكبير"، وما قد يكون شتاء عصيباً، مؤكداً أن الأشهر المقبلة "ستستدعي، على الأرجح، بذل جهود وتضحيات في ظل مواجهة العالم لذلك التحول الكبير.
تصريحات ماكرون جاءت خلال أول اجتماع مع حكومته في قصر الإليزيه بعد عطلة الصيف، وقد بدت علامات السمرة على بشرته، بينما كان يتحدث بنبرة "حازمة"، مشيراً إلى أن العالم "شهد نهاية المُسلَّمات، والوفرة اليسيرة للبضائع والموارد، و"راحة البال الأكيدة".
"سلسلة من الأزمات"
وأضاف أن "اللحظة التي نعيشها.. قد تبدو ناجمة عن سلسلة من الأزمات، وكل أزمة منها أخطر من الأخرى"، في إشارة إلى الجفاف والحرائق والعواصف التي اجتاحت فرنسا خلال فصل الصيف والحرب في أوكرانيا واضطرابات التجارة العالمية.
في السياق، لفت ماكرون إلى أن "التحول الكبير" يتزامن مع "نهاية الوفرة" التي ترافق بداية العام الدراسي، مضيفاً: "قد يرى البعض أن مصيرنا دائماً محكوم بإدارة الأزمات أو الحالات الطارئة. من جهتي، أعتقد أننا نمر بتحول كبير أو اضطراب كبير"، حسب وكالة فرانس 24.
وتابع ماكرون قائلاً إنه في مواجهة هذا الوضع "قد يشعر مواطنونا بقلق بالغ"، داعياً الحكومة إلى "قول الأشياء" و"تسميتها بوضوح كبير، ودون تهويل". مضيفاً: "أتوقع من الحكومة احترام وعودها والالتزامات التي تعهدنا بها أمام الأمة".
"للحرية ثمن"
ووجّه ماكرون الحديث إلى الشعب الفرنسي، الذي يعاني بالفعل من معدلات تضخم مرتفعة ضمن تبعات الحرب على أوكرانيا، قائلاً "للحرية ثمن… المعارك التي علينا خوضها.. سنفوز بها فقط بجهودنا".
كما أشار إلى أن الحكومة ستبدأ في تنفيذ خطط طال انتظارها لتكثيف مكافحة التغير المناخي، مخاطباً وزراءه: "أتوقع أيضاً التحلي بالجدية والمصداقية في مواجهة هذه الصعوبات، وهذه التحديات".
على صعيد آخر، وأمام "صعود الأنظمة غير الليبرالية" و"تعزيز الأنظمة الاستبدادية"، دعا الرئيس وزراءه إلى التحلي بـ"الجدية" و"المصداقية" وعدم الانصياع لإغراء "الغوغائية".
ولفت إلى أنه "من السهل أن تعد بأي شيء وبكل شيء، وأحياناً قول كل شيء وأي شيء. دعونا لا نستسلم لهذه الإغراءات، إنها غوغائية. إنها تزدهر في جميع ديمقراطيات العالم الآن، في عالم معقد يثير الخوف"، حسب فرانس 24.
مضيفاً أنه "قد يبدو قول ما يريد الناس سماعه أمراً جذاباً (…) لكن يتعين أولاً التفكير إذا ما كان ذلك فعالاً ومفيداً" دون الاستشهاد بأمثلة ملموسة.
أزمات أمام ماكرون
يواجه ماكرون، الذي فاز بولاية رئاسية ثانية في أبريل/نيسان، لكنه خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان، عدداً من التحديات خلال الأشهر القليلة المقبلة، بما يشمل إقناع المشرعين الممانعين بتمرير ميزانية عام 2023.
إضافة لذلك، فهناك مهمة أخرى، وهي ما إذا كان سيمدد العمل بالحد الأقصى لأسعار الكهرباء والغاز الطبيعي الذي ينقضي بنهاية العام الجاري، وتقديم خصومات على سعر الوقود، وهما أمران ساهما في إبقاء معدل التضخم الفرنسي أقل من دول كثيرة في الاتحاد الأوروبي، ولكنهما يثقلان كاهل مالية الحكومة بشدة.
كما يجري العمل أيضاً على إصلاحات في برامج المعاشات وإعانات البطالة، وقد تثير احتجاجات في الشوارع.