أمر وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022، قوات الأمن بالتحقيق في تهديدات وجهها معارض سعودي يقيم بلبنان للسفارة السعودية في بيروت، يتوعد بـ"إبادة كل من فيها"، مما استدعى تحركاً لبنانياً.
وانتشر الثلاثاء 23 أغسطس/آب، مقطع صوتي مسجل لمواطن سعودي في لبنان يتوعد بلاده بأنه إذا حدث أي شيء لأي فرد من عائلته "فلن يبقى أي موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة"، مهدداً بأنه "سيبيد كل من في السفارة السعودية وكل من له صلة بها".
وسارعت الداخلية اللبنانية إلى التحرك للتحقيق في الأمر، بينما قال الوزير مولوي إن الأمر الذي أصدره جاء انطلاقاً من حرصه على مصلحة لبنان وأمنه وعلاقاته الطيبة "مع الدول الشقيقة"، خصوصاً السعودية.
وكان السفير السعودي، وليد البخاري، قد شارك في وقت سابق، تغريدة من حساب مؤيد للسعودية تحتوي على تسجيل صوتي لرجل تعتقد وزارة الداخلية أنه مواطن سعودي يعيش في الضواحي الجنوبية لبيروت، معقل جماعة حزب الله المدعومة من إيران، قبل أن يتراجع السفير ويحذف التغريدة.
يأتي ذلك بعد أقل من عام على أزمة دبلوماسية عصفت بالعلاقات بين الرياض وبيروت، إثر تصريحات هاجمت موقف السعودية في اليمن والحرب الدائرة هناك، على لسان وزير الإعلام السابق جورج قرداحي.
في السياق، قال بيان وزارة الداخلية اللبنانية إن الرجل "يدعى علي بن هاشم بن سلمان الحاجي، وهو سعودي ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم إرهاب".
لبنان يفتح تحقيقاً
ولفت البيان أن الوزير مولوي "وجّه كتابين إلى كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي-شعبة المعلومات، طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته أمام القضاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة. وإلى المديرية العامة للأمن العام لإيداعها جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السفارة السعودية في لبنان، ولم يرد المركز الإعلامي للحكومة السعودية على طلب للتعليق، حسب رويترز.
ويحاول بعض المسؤولين اللبنانيين تحسين العلاقات مع المملكة، التي كانت في وقت من الأوقات مانحاً رئيسياً للبنان، بعد سنوات من التراجع بسبب تنامي نفوذ جماعة حزب الله، التي تصنفها الرياض والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وتدنت العلاقات بشدة، العام الماضي عندما حظرت السعودية استيراد السلع اللبنانية بسبب مخاوف من تهريب المخدرات، ثم استدعت سفيرها بعد تصريحات تتضمن انتقادات من وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، المؤيد لحزب الله.
وعاد السفير في وقت سابق من هذا العام، وتعهدت السعودية منذ ذلك الحين بتقديم دعم مالي محدود للقطاع الصحي في لبنان جنباً إلى جنب مع فرنسا، التي قادت الجهود الدولية لإعادة التواصل السعودي مع لبنان.