هاجم رئيس الدائرة السياسية بحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، الإثنين 22 أغسطس/آب 2022، إسرائيل، متهماً إياها بالتنصل من تعهداتها الأخيرة بعد الهجوم على قطاع غزة، قائلاً: "إنها لا تقيم اعتباراً لا لمصر ولا لأي أحد في العالم".
جاء هذا التصريح على وقع أزمة دبلوماسية نادرة تعيشها العلاقات الإسرائيلية المصرية، بدأت ملامحها بالظهور بعد الهدنة التي توسطت بها مصر بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، وأسفرت عن وقف لإطلاق النار بين الجانبين، لكن تل أبيب لم تفِ بالتزاماتها وهو الأمر الذي وضع مصر في موقف محرج مع الفصائل الفلسطينية.
تجاهل إسرائيل لمطالب مصر
وقال الهندي، في لقاء له على قناة الجزيرة مباشر، إن إسرائيل بتنصلها من تعهداتها الأخيرة بعد العدوان على قطاع غزة تعتبر نفسها فوق القانون"، مدللاً على كلامه بالإشارة إلى عدة ملفات، أبرزها إخلال إسرائيل بتعهدها لمصر "بالإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، والإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".
كما أشار الهندي إلى تجاهل إسرائيل طلب مصر الكف عن جرائمها بالضفة الغربية والقدس، لتبقى حالة التهدئة، "وهو ما لم تفعله إسرائيل"، حسب كلامه، بالإضافة إلى ملف شهداء الجيش المصري، وإعلان إسرائيل إسقاط مسيّرة مصرية على الحدود.
من جانبه، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي بوجود أزمة بين القاهرة وتل أبيب، قائلاً: "إن "مصلحة إسرائيل ومصر تتطلب تجاوز الأزمة الحالية بين الجانبين"، دون أن يكشف عن أسباب الأزمة أو تفاصيلها.
وأكد الهندي رغبة حركة الجهاد الإسلامي في استمرار مصر بالقيام بدور الوسيط، مشيراً إلى أنه في المفاوضات الأخيرة، كانت التعهدات الإسرائيلية لمصر وليس للفصائل، ولذلك "نحن نتوقع أن تقوم مصر بما يلزم من أجل أن تضع حداً للتغول الإسرائيلي".
تفاصيل الأزمة بين تل أبيب والقاهرة
وخلال الأيام الأخيرة، تحدثت تقارير صحفية عن وجود أزمة سياسية بين تل أبيب والقاهرة؛ بسبب تجاهل الأخير مطالب القاهرة بخفض التوتر في الضفة الغربية، الذي أعقب التصعيد العسكري في قطاع غزة، في الأسبوع الأول من آب/أغسطس الجاري.
بينما كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن الأزمة في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة بدأت منذ أكثر من شهرين، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مسيّرة مصرية؛ ما أثار غضب مصر، التي اعتبرت الإعلان محرجاً لها.
كما قال مسؤولون إسرائيليون، وفقاً لإذاعة جيش الاحتلال: "هناك بالفعل توتر كبير، وجرت محادثات بين كبار المسؤولين في محاولة لتصحيح الأمور، لكن الأزمة تفاقمت بعد الأحداث الأخيرة في غزة والضفة".
فيما أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الأزمة الناشئة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب لن تمس بالتعاون الأمني والعسكري "الوثيق" بين الجانبين.
بينما زار رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، رونان بار، الأحد، 21 أغسطس/آب، العاصمة المصرية، بهدف تهدئة أزمة سياسية بين تل أبيب والقاهرة، حسب إعلام عبري.