قالت مجموعة "إن.إس.أو" الإسرائيلية لبرمجيات التجسس، الأحد 21 أغسطس/آب 2022، إن رئيسها التنفيذي شاليف هوليو تنحى عن منصبه، في قرار دخل حيز التنفيذ على الفور، وجرى تعيين رئيس العمليات يارون شوهات للإشراف على إعادة هيكلة الشركة قبل تعيين خلف لهوليو.
كما أكد مصدر في الشركة أن نحو 100 موظف سيتم تسريحهم في إطار إعادة هيكلة الشركة، وأن شوهات سيقود الشركة لحين تعيين مجلس الإدارة رئيساً تنفيذياً جديداً.
وواجهت الشركة، التي كان برنامج بيغاسوس من بين منتجاتها، إجراءات قضائية بعد ما قيل إن حكومات ووكالات أخرى أساءت استخدام برمجياتها للتسلل لهواتف محمولة.
وقالت "إن.إس.أو" إن الأدوات التكنولوجية والبرمجيات التي تنتجها تهدف للمساعدة في اعتقال الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال وعتاة المجرمين، وتباع لزبائن من الحكومات "مدقق في أمرهم ومشروعون"، لكنها تبقي قائمة عملائها سرية.
ديون وقائمة سوداء
وتواجه مجموعة NSO الإسرائيلية لصناعة برامج التجسس خطراً متزايداً بالتخلف عن سداد نحو 500 مليون دولار من الديون، بسبب معاناتها من استنفاد مالي يُتوقَّع استمراره هذا العام، بعد قيود التصدير الجديدة من الولايات المتحدة على منتجاتها.
إذ خفضت شركة التصنيف الائتماني، Moody's Investors Service، تصنيف NSO بمقدار درجتين إلى Caa2، أو ثمانية مستويات أقل من درجة الاستثمار. وقالت إنَّ شركة برامج التجسس الإسرائيلية يزداد تعرضها لخطر خرق شروط اتفاقيات الديون الخاصة بها.
تكافح NSO لدفع الاتهامات بأنَّ برنامج بيغاسوس لاختراق الهاتف استُخدِم من بعض عملائها الحكوميين، للتجسس على المعارضين السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان. ونفت NSO الاتهامات، وقالت إنَّ برمجياتها تساعد الحكومات على منع الجريمة والإرهاب.
مع ذلك، فإنَّ القيود الجديدة التي فرضتها وزارة التجارة الأمريكية على مجموعة NSO الإسرائيلية، قد تزيد من تعقيد جهود NSO لاستعادة موطئ قدمها بعد عامين فقط من الاستحواذ الإداري الذي قيّمها بنحو مليار دولار.
معاناة مجموعة NSO الإسرائيلية مع برامج التجسس الإسرائيلية بدأت مع فضيحة التجسس على رؤساء دول في مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتقارير عن بيع الشركة الإسرائيلية لبرامجها لأكثر من بلد عربي، وهو ما دفع الولايات المتحدة لمعاقبة الشركة.
قال موقع صحيفة Haaretz الإسرائيلية، إن شركة NSO Group Technologies، التي تُستعمل برامجها في اختراق الهواتف الخلوية، باعت في الأعوام الماضية برمجية التجسس بيغاسوس Pegasus مقابل مئات الملايين من الدولارات إلى الإمارات ودول أخرى بالخليج، استعملتها في مراقبة النشطاء المعارضين للنظام، بتشجيع ووساطة رسمية من الحكومة الإسرائيلية.
شركة NSO تعرف بأنها إحدى أكثر الشركات الإسرائيلية نشاطاً في الخليج، ويمكّن برنامج Pegasus 3 السلطات من اختراق الهواتف الخلوية ونسخ محتوياتها، بل أحياناً التحكم في الكاميرا وتسجيل الصوت. ويعمل باحثو الثغرات بالشركة على إيجاد الثغرات الأمنية، ويمكنهم اختراق الأجهزة المحمولة من طرفهم، أي دون الحاجة إلى أن ينقر المستخدم على رابطٍ مشبوه على سبيل المثال.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، تتعاون مجموعة NSO الإسرائيلية فقط مع أجهزة الدول، لكنها لا تفرق بين الأنظمة الديمقراطية والدكتاتورية كما في الخليج، ورغم مزاعمها فإنها لا تفعل الكثير لمراقبة ما تفعله هذه الحكومات ببرمجياتها.
وقد مثلت إسرائيل حلقة الوصل بين شركة NSO والدول العربية في المنطقة، بل شارك ممثلون عن الحكومة الإسرائيلية في اجتماعات التسويق بين ضباط الاستخبارات في الدول العربية ومسؤولين تنفيذيين في NSO، وبعض هذه الاجتماعات كان على أرض إسرائيل.