أعرب مسؤولو البيت الأبيض في الغرف المغلقة عن قلقهم الشديد إزاء كم المواد السرية التي جرى نقلها إلى مسكن الرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا، بما في ذلك بعض الوثائق المخصصة للعرض داخل المنشآت الحكومية الآمنة فقط، بحسب ما علمته شبكة CNN الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة 19 أغسطس/آب 2022.
كما زاد قلق مسؤولي الإدارة الحاليين حيال المعلومات التي أخذها ترامب وما إذا كانت تعرض سلامة موارد وأساليب المجتمع الاستخباراتي الأمريكي للخطر، خاصةً في ظل ظهور المزيد من المعلومات خلال الأيام التي أعقبت تفتيش عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لمسكن الرئيس السابق. وقال مسؤول بارز في الإدارة للشبكة الأمريكية: "هناك حالة قلق شديد".
قلق بخصوص مستندات ترامب
كما أعرب مسؤولو الاستخبارات عن قلقهم أيضاً حيال الأشياء التي ربما أخذها ترامب، وفقاً لمصدر على معرفة مباشرة بالمسألة. وخاض ممثلو مجتمع الاستخبارات نقاشات مع وزارة العدل، واللجنة الاستخباراتية في الكونغرس، والأرشيفات الوطنية خلال الأشهر الأخيرة للحديث عن فقدان وثائق حساسة.
في حين حافظ مسؤولو البيت الأبيض على صمتهم شبه الكامل حيال المسألة، وأصروا على أن وزارة العدل هي المسؤولة عن التعليق على التحقيق الجاري. بينما جرى إطلاع الرئيس جو بايدن على التحقيق الجنائي، ووصلت معلومات إلى الجناح الغربي عبر تقارير وسائل الإعلام.
كما شدّد كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين على أن الرئيس سينأى بنفسه عن هذه المسألة، بعد سؤاله عما إذا كان بايدن بحاجة لإطلاعه على تداعيات الأمن القومي.
التدخل في تحقيقات وزارة العدل
من جانبه، قال لدون ليمون في قناة CNN: "تتضمن أسباب انتخاب جو بايدن كرئيس أنه وعد بالابتعاد عن التدخل في تحقيقات وزارة العدل مثلما كان يفعل سلفه، وأنه لن يتدخل سياسياً في إنفاذ وزارة العدل للقوانين".
في سياق ذي صلة، أعرب المسؤولون عن قلقهم داخلياً حيال ما إذا كانت المواد المأخوذة لمارالاغو ستعيق عمل وكالات التجسس في البلاد، أو تهدد طرق جمع المسؤولين للمعلومات الاستخباراتية، وذلك قبل أن يعرفوا ماهية المواد الموجودة في مارالاغو تحديداً. ودارت محادثات أيضاً حول التداعيات الدبلوماسية المحتملة، وما إذا كانت المعلومات التي عُثِر عليها في مارالاغو ستسبب التوترات مع الحلفاء.
من جانبها، سحبت وزارة العدل 11 مجموعة لملفات سرية من منزل ترامب، وفقاً للوثائق التي كشفها القاضي، وأظهر الجرد تصنيف بعض المواد المستردة على أنها "شديدة السرية/معلومات حساسة"، وهو من أعلى مستويات التصنيف السري. وتضمنت المواد التي حصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي معلومات عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مما أثار المزيد من المخاوف داخل البيت الأبيض.
قلق بايدن من موقف ترامب
كذلك فقد سبق لبايدن أن أعرب عن قلقه كرئيس حيال تعامل ترامب مع المعلومات الحساسة. واتخذ خطوةً غير مسبوقة في فترته الرئاسية بإلغاء وصول ترامب إلى التقارير الاستخباراتية، وهي ميزةٌ يحظى بها جميع الرؤساء السابقين.
قال بايدن في مقابلة مع CBS News الأمريكية شهر فبراير/شباط عام 2021: "ما أهمية منحه تقريراً استخباراتياً؟ وما تأثير ذلك على الجميع، باستثناء حقيقة أن لسانه قد يفلت ويفشي الأسرار؟".
كما تساءل بايدن من قبل عما إذا كان ترامب سيفشي المعلومات السرية أو الحساسة التي عرفها أثناء خدمته كرئيس، وذلك خلال خطاباته أو مقابلاته التي يجريها عادةً دون تحضير.