أعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه"، السبت 20 أغسطس/آب 2022 أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور الجزائر من 25 حتى 27 أغسطس/آب 2022 بهدف إحياء العلاقات بين البلدين بعد شهور من التوتر.
حيث ذكر بيان الإليزيه، الذي صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون، أن الزيارة "تساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلاً.. وتعزيز التعاون الفرنسي ـ الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة فترة الاستعمار".
زيارة مرتقبة لماكرون إلى الجزائر
تعد هذه ثاني زيارة رسمية يقوم بها ماكرون إلى الجزائر خلال 5 سنوات، حسب البيان.
يذكر أنه وفي 25 أبريل/نيسان 2022 وجه تبون تهنئة لماكرون بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ودعاه لزيارة الجزائر، حيث شكل ذلك محطة لعودة خطاب المجاملات الرسمية منذ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نهاية العام الماضي والتي دامت 3 أشهر.
أما في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس، للتشاور؛ احتجاجاً على تصريحات لماكرون شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962). واتهم النظام السياسي الجزائري القائم بأنه "يستقوي بريع الذاكرة".
تذبذب العلاقات الفرنسية الجزائرية
من ناحية أخرى، تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، مستويات متذبذبة بين التهدئة والتوتر، بسبب طبيعة العلاقات المتشابكة، خاصة ما تعلق بملفات الذاكرة، والأرشيف الجزائري والتجارب النووية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الجزائر نقل سفيرها بإسبانيا سعيد موسى إلى فرنسا وتعيينه فيها، بعد أشهر من استدعائه من مدريد إثر أزمة بين البلدين. وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان: "أعطت حكومة الجمهورية الفرنسية موافقتها على تعيين السيد سعيد موسى بصفته سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الجمهورية الفرنسية"، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
سفير جزائري في فرنسا
في حين سيخلف موسى في منصب سفير الجزائر لدى باريس عنتر داوود الذي يشغل المنصب منذ سبتمبر/أيلول 2020.
كذلك فإن موسى دبلوماسي عمل في فرنسا لسنوات، حيث شغل من قبل منصب مسؤول العلاقات الاقتصادية في سفارة الجزائر، قبل أن يُعين قنصلاً عاماً للجزائر بباريس بين 2019 و2021.
أما في 2021 فتم تعيين موسى سفيراً للجزائر بإسبانيا، وفي مارس/آذار 2022 جرى استدعاؤه للتشاور، احتجاجاً على إعلان الحكومة الإسبانية دعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي تحت سيادتها في إقليم الصحراء.
هذا الإقليم متنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، التي تحظى بدعم جزائري، وترفض مبادرة الحكم الذاتي وتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.
يعد منصب سفير الجزائر في باريس أهم منصب دبلوماسي للعاملين في الخارجية الجزائرية بالنظر إلى حساسية العلاقات بين البلدين بسبب وجود قرابة 5 ملايين مهاجر جزائري في فرنسا، وكذلك الخلفية التاريخية منذ الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962).