كشفت تقارير إسبانية، الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، أن الجزائر رفعت الحظر عن صادراتها من الغاز نحو إسبانيا، لتعود إلى ما كانت عليه من قبل، بعد زيارة سرية أجراها وفد من حكومة مدريد إلى العاصمة الجزائرية، وسط أزمة طاقة تواجهها أوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفادت صحيفة Okdiario الإسبانية أن الغاز الجزائري عاد للتدفق إلى إسبانيا عبر خط أنابيب غاز "ميدغاز"، إذ أظهرت البيانات اليومية "لإيناغاس"، وهي الهيئة الإسبانية المسؤولة عن الغاز، في آخر تحديث للبيانات، في 17 أغسطس/آب، أي بعد خمسة أيام من الزيارة السرية، وصول 304 غيغاوات في الساعة من الغاز إلى إسبانيا، مقارنة بـ292 غيغاوات التي كانت تصل منذ 1 أغسطس/آب.
ويأتي هذا بعد زيارة سرية قالت الصحيفة إن وفداً من الحكومة الإسبانية أجراها إلى الجزائر، إلا أن السلطات الإسبانية لم تؤكد ذلك أو تعلن عنه.
لكن مسار تحركات طائرة فالكون الرسمية أظهر أنها هبطت، الجمعة الماضي، في الجزائر، حوالي الساعة الواحدة ظهراً وبقيت في البلاد حتى بعد الساعة الـ6 مساء، وفق الصحيفة.
أزمة العلاقات الجزائرية الإسبانية
يأتي هذا في وقت تعيش فيه العلاقات الجزائرية الإسبانية توترات، بسبب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، حيث أعلنت الجزائر في وقت سابق تعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا، في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير؛ احتجاجاً على تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء الغربية.
جاءت الخطوة بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقرار له، في مارس/آذار الماضي، بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط في إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
وفي اليوم ذاته قررت الجزائر تجميد عمليات التصدير والاستيراد مع إسبانيا، حسب قرار أرسلته جمعية البنوك (حكومية)، إلى مسؤولي المؤسسات المالية في البلاد.
وحسب إحصاءات رسمية لعام 2021، بلغت صادرات إسبانيا إلى الجزائر 2.107 مليار دولار، والواردات 2.762 مليار دولار.
إضافة إلى تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، جمدت الجزائر كل أشكال التجارة الخارجية مع إسبانيا، ما أثار مخاوف من احتمال قطع إمدادات الغاز. وبالفعل سبق أن هددت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، في نهاية أبريل/نيسان 2022، مدريد بإلغاء عقدها الخاص بالغاز في حال حدوث أي تغيير في وجهة إمدادات الغاز، في إشارة إلى رفضها تحويل مدريد أي غاز تستقبله من الجزائر إلى المغرب، الذي قطعت عنه الجزائر إمدادات الغاز.
تأتي هذه المواقف بسبب ما تعتبره الجزائر انحيازاً من قبل إسبانيا إلى المغرب في قضية الصحراء، بعد إعلان مدريد تبنِّيها مبادرة المغرب بإبقاء الصحراء ضمن أراضيه مع حكم ذاتي موسع، الأمر الذي ردَّت عليه الجزائر بسلسلة من الخطوات، منها استدعاء سفيرها لدى إسبانيا في مارس/آذار الماضي.
وتدعم الجزائر الحركة المطالبة بانفصال الصحراء، فيما كانت إسبانيا القوة الاستعمارية في الصحراء الغربية حتى ضمها المغرب في عام 1975.